هذا “إنسان”.. وهذا “إنسان”
إننا نعيش عصرًا تتضارب فيه القيم ويصعب فيه الإجماع على معايير سلوكية موحدة، ولاشك أن هذه التغيرات والمستجدات في أساليب الحياة ، تجعل من العسير ، الحديث عن الحقوق واﻟﻮاﺟﺒﺎت ونبذ التعصب الاجتماعي في اﻟﻌﻼﻗﺎت الإﻧﺴﺎﻧﯿة.
ما أجمل هذه المعاني! وما أعمقها ! يا أيها الإنسان : إلى أين أنت متجه؟! نحن نحتاج أن نفهم هذه المعاني وأن نستوعبها،فمن اللافت أيضًا أن الثقافات البدائية المعروفة في علم “الأنثروبولوجيا ” وهو علم دراسة الإنسان، في كل مكان وطوال الوقت ، كان منها ، الود، والتعاون ، والتسامح الذى ترتب عليهم نبذ التعصب الاجتماعي ، مما أدى ذلك إلى إنجاز المصالح المتنوعة .
وهنا أتساءل : من هم الأكثر تطورًا في مجالات الحياة؟ أولئك الذين يدعون بألسنتهم إتباع هذه الخصال، أو أولئك الذين يمارسونها في حياتهم! بالتأكيد أولئك الذين يمارسونها في حياتهم ؛لأن الواجب والحق في حياة الفرد متلازمان ، فبقدر التزامه بواجباته، يضمن حصوله على حقوقه، فيرتفع قدره وحريته ، وأما الواجبات فتعبر عن إحترام الفرد لحريته وحرية الآخرين.
وقد جاء اﻹﺳﻼم ﻣﻮﺟﻬًﺎ ﻟﺴﻠﻮك جميع أفراد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وعادلًا ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻈﺮوف،قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ..}المائدة آية ٢ ،فكان من أهم حقوق الأفراد والتي نصت عليها الشريعة الإسلامية اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮ واﻟﺘﻘﻮى، واﺣﺘﺮام ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد وﺣﺮﯾﺎﺗﻬﻢ في مجتمعاتهم ،آمنين مطمئنين، لا بغي ولا عدوان، ولا ظلم ولا طغيان، قد تبدو آمالًا واسعة ، وقد يبقى حولنا محبطون يفقدون الأمل في نجاة أو صلاح .
لكني على خلاف ذلك. أقول: ما فات الأوان ،ولن يموت الأمل، ما دامت على الأرض حياة ، ولم لا ؟ فمن المؤكد ،أن الإنسان يتميز بالتجاذب نحو أخيه الإنسان، حتى ولو لم يقصد فيما يترتب على ذلك من التفاعل الإيجابي والتغلب على الصعاب، وحل المشكلات التي تعترض حياته ، وعلى أساس هذا الميل الغريزي عبرت المجموعات البشرية دروب الزمان، وتطورت خلال ذلك علاقات الإنسان بالإنسان بعقول مستنيرة وقلوب مفتوحة.