مقالات مقال رأي بقلم: د. السيد خضر

التضخم بين الأمل والدمار

التضخم هو زيادة مستمرة ومستدامة في مستوى الأسعار في الاقتصاد قد يكون للتضخم تأثيرات إيجابية وسلبية على المجتمع والاقتصاد، من جانب الأمل كما يمكن أن يكون التضخم علامة على نمو اقتصادي قوي ونشاط اقتصادي قوي. قد يكون الطلب على السلع والخدمات مرتفعًا، وبالتالي يمكن للشركات تحقيق أرباح أعلى وزيادة الاستثمارات .

كما يمكن أن يؤدي التضخم إلى زيادة في الرواتب والدخل، وبالتالي رفع مستوى المعيشة للأفراد ،مع ذلك قد يؤدي التضخم المفرط وعدم السيطرة عليه إلى تداعيات سلبية ودمار اقتصادي، عندما ترتفع الأسعار بشكل مستمر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور قوة الشراء للأفراد وتقليل القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية،كما يمكن أن يتسبب التضخم المفرط في تفاقم الفقر وعدم المساواة الاجتماعية، وقد يؤدي أيضا إلى تراجع الثقة في العملة وتقليل الاستثمارات.

وللحد من آثار التضخم السلبية المدمرة تتخذ الحكومات والبنوك المركزية إجراءات للسيطرة على التضخم،كما تشمل هذه الإجراءات رفع أسعار الفائدة، وتنظيم النفقات الحكومية، وتنفيذ سياسات نقدية حكيمة، يهدف هذا إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي والحفاظ على قوة الشراء للعملة.

كما تتأثر توقعات الأمل أو الدمار بسياق اقتصادي واجتماعي محدد، وعوامل أخرى مثل السياسة النقدية والمالية والاستثمارات والطلب والعرض،لذلك من المهم مراقبة تطورات التضخم وتأثيرها على الاقتصاد بشكل عام لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتحكم فيه وتعزيز الأمل وتجنب الدمار بشكل عاجل ، كما أرى أن هناك إجراءات مصرية لتحقيق التوازن فى معدل التضخم ،كما أن التضخم المفرط يمكن أن يسبب آثار اقتصادية سلبية عديدة.

ومن بين هذه الآثار تدهور قوة الشراء عندما يرتفع معدل التضخم بشكل كبير، تتراجع قوة شراء العملة، مما يعني أن الأموال والدخل لا تستطيع شراء السلع والخدمات السابقة بنفس القدر، يؤدي ذلك إلى تراجع المعيشة وتقليل القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، ارتفاع تكاليف الاقتراض حيث يؤدي التضخم المفرط إلى ارتفاع أسعار الفائدة، حيث تحاول البنوك المركزية السيطرة على التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة، هذا يزيد تكاليف الاقتراض للشركات والأفراد، مما يؤثر سلبًا على الاستثمار والنمو الاقتصادي.

تقلبات السوق يمكن أن يؤدي التضخم المفرط إلى تقلبات في الأسواق المالية، كما يصبح الاستثمار أكثر صعوبة ومخاطرة، حيث يمكن أن يؤثر التضخم على قيمة الأصول والأسهم والعملات بشكل سلبي، عدم اليقين وانعدام الثقة التضخم المفرط يؤدي إلى زيادة العدم اليقين في الاقتصاد، حيث يصعب التنبؤ باتجاهات الأسعار والأرباح، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض الثقة في الاقتصاد وتراجع الاستثمارات والنشاط الاقتصادي ، انتقال الثروة.

ويمكن أن يؤدي التضخم المفرط إلى انتقال الثروة من الأفراد الذين يعتمدون على الدخل الثابت إلى الأفراد الذين يمتلكون الأصول، فعندما ترتفع الأسعار، يستفيد من ذلك أصحاب الأصول مثل العقارات والأسهم، بينما يتأثر الأفراد ذوي الدخل المحدود بتدهور قوة شرائهم ،كما تتأثر حدة وتأثيرات هذه الآثار بعدة عوامل، مثل مدى تضخم الأسعار وسرعة حدوثه، وقدرة الحكومة والبنك المركزي على التعامل معه، لذلك تعتبر مراقبة ومكافحة التضخم المفرط أمرا هاما للحفاظ على استقرار الاقتصاد ورفاهية المجتمع.