مقالات مقال رأي بقلم: د. السيد خضر

الاستثمار البشرى وثروة الأمة

الاستثمار البشري هو عملية توجيه الموارد والجهود لتطوير وتحسين المهارات والمعرفة لدى الأفراد في المجتمع، كما يعتبر الاستثمار البشري أحد العوامل الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمم، حيث تعتبر الأمة ثروتتها البشرية من أهم مقومات تحقيق التقدم والازدهار ، إذا تم استثمار الثروة البشرية بشكل صحيح، فإنها تساهم في تعزيز الابتكار والإبداع، وتعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي، وتحسين مستوى المعيشة للأفراد، تتضمن استراتيجيات استثمار البشرية توفير فرص التعليم والتدريب المناسبة، وتعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وتوفير الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية للأفراد.

كما يمكن تعزيز الاستثمار البشري من خلال تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير فرص العمل الكريمة والمنصفة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، من خلال الاستثمار الجيد في البشر، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة مستوى المهارات والكفاءات لدى الأفراد، وبالتالي ستزيد فرص العمل المنتجة والمربحة،حيث سيتمكن الأفراد من المساهمة بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي ستزداد ثروة الأمة وازدهارها، كما يجب على الدول والمجتمعات أن تولي اهتماما كبيرا للاستثمار في البشر، من خلال توفير الفرص التعليمية والتدريبية المناسبة، وتعزيز سياسات التشغيل والتنمية الاقتصادية المستدامة.

كما أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتعزيز الاستثمار البشري منها التعليم المناسب، حيث يجب أن تكون التعليم والتدريب ذات جودة عالية ومتاحة للجميع، كما يجب توفير فرص التعليم الأساسي والثانوي والتعليم العالي والتدريب المهني للأفراد، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين نظام التعليم وتوفير البنية التحتية المناسبة وتطوير برامج تعليمية مبتكرة، تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي من خلال دعم الأبحاث العلمية وتشجيع الابتكار والتطور التكنولوجي.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص موارد مالية وتقنية للبحث والتطوير، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص، توفير فرص العمل الكريمة والمنصفة من خلال خلق فرص عمل جيدة ومنصفة للأفراد، كما يتضمن ذلك تعزيز سياسات التشغيل التي تسهم في خلق فرص عمل مستدامة وذات رواتب مناسبة، وتقديم حوافز للشركات وأصحاب العمل لتوفير فرص عمل جيدة، تعزيز ريادة الأعمال من خلال تشجيع ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم التمويل والمساعدة الفنية للمقاولين والمبتكرين، وتطوير برامج التدريب والاستشارات للمساعدة في بناء القدرات الريادية، تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية ويجب أن يكون الاستثمار البشري شاملاً ويشمل جميع فئات المجتمع، ويجب تقديم فرص متساوية للتعليم والتدريب بغض النظر عن الجنس والعرق والطبقة الاجتماعية.

كما يجب أيضا توفير الدعم الاجتماعي والاقتصادي للفئات الضعيفة والمهمشة،توفير الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية من خلال توفير نظام رعاية صحية قوي، تطوير المهارات والقدرات حيث يجب توفير فرص التدريب والتطوير المستمر للأفراد لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج التدريب وورش العمل والدورات التعليمية التي تستهدف تحسين المهارات الفنية والقيادية والاتصالية للأفراد ،كما يجب تشجيع الابتكار والريادة وتوفير بيئة داعمة للابتكار وتطوير الأعمال الجديدة، كما يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء مراكز الابتكار وتقديم التمويل والدعم الفني للمبتكرين والمشاريع الناشئة.