هلال وصليب

يوم التروية.. سر التسمية و7 أعمال مستحبة فيه من الحجاج

يوم التروية.. أول مناسك الحج ويوافق غدًا الاثنين الموافق 26 يونيه 2023 الثامن من شهر ذي الحجة للعام 1444.

حيث يقوم فيه الحجاج بأداء أحد أركان الحج اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد أدى حجاج بيت الله الحرام طواف القدوم والذي يعقبه القيام بأعمال يوم التروية

كما يبدأ اليوم من صباح الغد حينما يتوجه الحجاج إلى مشعر منى استعدادا لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة بعد غد.

سر تسمية يوم التروية

وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية سبب تسمية يوم التروية بهذا الإسم أن كان الحجاج كانوا يشربون فيه من الماء ما يجعلهم يرتوون من أجل ما بعده من أيام

كما كان الحجاج يتزودون بالماء قبل هذا اليوم؛ لأن تلك الأماكن لم تكن بها ماء فكانوا يتروون من الماء إليها

وفي هذا اليوم، يذهب الحاجّ المُفْرِد والقارن إلى مِنى، وكذلك المُتَمَتِّع لكن بعد أن يُحْرِم؛ لأنَّه قد تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة.

حيث قال العلامة “البابرتي” في “العناية شرح الهداية”: “إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى”

كما جاءت تسميته بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام

حيث يكشف العلامة “العيني” في “البناية شرح الهداية” سب آخر لهذا الإسم

ويقول: “إنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: “إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك”

فلما أصبح رؤي، أي افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية.

 

ما يقوم به الحجاج في يوم التروية

وقد حددت دار الإفتاء أيضًا من يستحب القيام به من الحجاج في هذا اليوم

وأول هذه الأمور الاغتسال ولبس ملابس الإحرام، وإطلاق النية لأداء المناسك.

حيث يستحب للذين أحلوا بعد العمرة وهم المتمتعون أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم

وكذلك من أراد الحج من أهل مكة، أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.

حيث يقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: “فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي”

فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج

أما النية فتكون بقلب الحاج ويلبي قائلاً: لبيك حجاً

في حين أن من كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط، فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني

وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره، ثم قال: لبيك حجاً عن فلان، أو عن فلانة، أو عن أم فلان إن كانت أنثى

ثم يستمر في التلبية، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

أما إن زاد: لبيك إله الحق لبيك، فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

التوجه إلى منى للمبيت

وبعدها التوجه إلى منى، وأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بلا جمع ما عدا الفجر و المغرب.

حيث أن المغرب والفجر لا يقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه: “وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس”

كما يستحب للحجاج التوجه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.

ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى، فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام، ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.

ثم يقوم الحجاج بالمبيت في منى حتى طلوع شمس يوم عرفة.

كما يستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة، لفعله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس

أما إذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً أو مكبراً

وذلك لقول أنس رضي الله عنه: “كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه”

بينما هذه الأعمال يسن للحاج فعلها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة

فإذا قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز، لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً، سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده.

 

الدعاء يوم التروية

كما يستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله في يوم التروية كسائر أيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكذلك التلبية والتسبيح والحمد والتهليل.

وهناك العديد من صيغ الدعاء التي يستحب الدعاء بها في يوم التروية، حيث لا يوجد صيغة واحدة للدعاء

أما الأدعية المأثورة في يوم التروية، فأبرزها: “اللهم مع صباح التروية، نسألك أن تروي هذه القلوب التي باتت عطشى إلى رحمتك

وأن تجبر فينا ها الألم، وهذا المُصاب الذي أفضى إلى الجفاء والبعد عنك، ارحمنا وأقبلنا وردّنا إلى دينك ردًا جميلًا

وكذلك الدعاء: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا

“ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا”.

كما يدعو الحجاج: “اللهم أصبحنا لك حامدين شاكرين لا نعبد أيامك يا رب العرش العظيم”

“نسألك مع نفحات الخير القادمة من يوم التروية، أن تبارك لنا في الطّاعات”

“وأن ترزقنا السداد والتوفيق إلى فعل الخير، واجتناب المنكرات”

بالإضافة إلى الدعاء: “أسألك في هذا صباح اليوم الثامن من ذي الحجة، أن ترزقني الإصغاء إليك والإقبال عليك”

“اللهم ارزقني البصيرة في أمرك والنفاذ إلى طاعتك، اللهم أصلحني لأكون من عبادك الصالحين الذين استقاموا وقالوا ربنا الله”

كما يتم الدعاء بـ: “اللهم أسألك مع فجر يوم التروية أن تقسم لنا الخير في ذرياتنا”

“اللهم لا تذرني وحيدًا يا خالقي، أسألك أن تهدني فيمن هديت، وأن تنجني من ذنوب النفس، وأن تجنبني مصائب الدهر والأيام يا رب”

وقد أشرقت شمس هذا اليوم المبارك برحماتك، أسألك مع فجر التروية أن لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته

“اللهم أكرمنا بما أنت لها أهل، ولا تعاملنا بما نحن له أهل يا رب العرش العظيم”

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *