عالم

من هو أحمد الشرع “الجولاني”؟.. رجل أسقط بشار الأسد وحرر سوريا

أحمد الشرع “الجولاني” .. الرجل الذي أسقط نظام بشار الأسد رئيس سوريا المعزول.

تصدر المشهد الرئيسي للحدث التاريخي الذي عاشته الجمهورية السورية اليوم الأحد.

أجبر الرئيس السوري على الهرب بعدما سيطر على دمشق بقواته، ومن قبلها مناطق عدة في سوريا.

إنه شخص طويل القامة يتمتع ببنيان قوي ولحية سوداء تميزه كزعيم لهيئة تحرير الشام.

كما خلع عمامته الشهيرة لتغيير صورته من جهادي متطرف إلى سياسي معتدل أو حتى رجل عسكري.

ويظهر ذلك مع توجيهاته إلى قواته بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة.

كما شدد على أن مقاليد البلاد ستستمر بإشراف رئيس الحكومة السورية الحالي لحين تسليم الحكومة رسميًا.

بداية الجهاد عند أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني

ويتساءل العديد من متابعي أحداث الثورة السورية عن ماهية قائد تلك الثورة وكيف أسقط نظام بشار الذي حكم مقاليد سوريا طوال 24 عامًا.

اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع، ولكنه اختار لقبًا آخر وهو أبو محمد الجولاني نسبةً إلى الجولان السورية.

منصبه الرسمي القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام، أو تنظيم جبهة النصرة سابقًا والذي كان أميره.

أي أنه يمثل الفرع الخاص بتنظيم القاعدة في سوريا.

كما أن “الجولاني” هو من قام بتغيير اسم جبهة النصرة إلى تحرير الشام حينما كان أميرًا للنصرة.

حيث تعد “تحرير الشام” هيئة مسلحة تنشط في الحرب الأهلية .

كما نجح في تحقيق الهدف الرئيسي لتنظيمه والذي تحدد بإسقاط النظام والحكم في سوريا.

والمثير أنه نجح في تحقيق هدفه رغم تصينفه بالإرهابي العالمي من جانب وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2013.

بل والأكثر من ذلك أن هناك مكافأة ترصدها الإدارة الأمريكية بقيمة 10 ملايين دولار منذ عام 2017 لمن يرشد عنه ويساعد في الوصول إليه.

نشأة الشرع “الجولاني” سابقًا

أحمد الشرع عمره 42 عامًا، سوري ولكنه في الرياض بالسعودية عام 1982.

كما أن أصل أسرته يعود إلى الجولان السوري المحتل.

إلا أنه عاد إلى سوريا في السابعة من عمره مع عائلته ليستقر في دمشق.

نشأ في أسرة متوسطة الحال ولكن كانت لها توجهات ليبرالية .

وتدرج في التعليم حتى درس الطب ولكن لمدة عامين فقط .

وبعدها انتقل إلى العراق كلمجأ لأسرته هربًا من حكم البعث في سوريا الذي شارك في احتجاجات ضده.

أهم المحطات في مسيرة “الجولاني”

إلى العراق وصل الجولاني مع بداية الغزو الأمريكي عام 2003 للمشاركة في مقاومة الغزو.

كما انضم أحمد الشرع ليعمل مقاتلًا مع تنيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.

ونجح الجولاني للتدرج داخل التنظيم ليصل إلى الزرقاوي نفسه ويصبح المقرب له.

وكانت مرحلة أخرى في حياته حينما اعتقلته القوات الأمريكية حينما كان عائدًا من لبنان.

كما قامت القوات الأمريكية بإيداعه داخل سجن أبو غريب الشهير.

وذلك قبل أن تنقله إلى سجن بوكا ثم سجن كروبر.

وانتهى به المطاف للتسليم إلى الحكومة العراقية ليتم إيداعه في سجن التاجي.

وفي عام 2008 تم إطلاق سراحه ليستأنف نشاطه ولكن مع تنظيم آخر.

فقد انضم الجولاني إلى تنظيم “داعش” ليقاتل بجانب أبو بكر البغدادي رئيس تنظيم دولة العراق الإسلامية.

وكعادته كان مقاتلًا بارعًا مما أدى إلى توليه رئاسة عمليات دولة العراق الإسلامية.

وكان التحول في مسيرته عام 2016 حينما قام بإنهاء ارتباطه مع تنظيم القاعدة.

وقام بتغيير اسمه إلى جبهة فتح الشام، ولكنه قام بحل الجبهة بعد عام.

كما كان هدفه الاندماج في منظمة إسلامية سورية أكبر وهي هيئة تحرير الشام .

والمفاجأة أن هدف تلك الهيئة كان تستهدف محاربة القاعدة وداعش لتقوية مكانتها في الدول الغربية.

لينجح بالفعل في هزيمة داعش والقاعدة ومعظم القوى المعارضة في أراضيها.

حيث أسس “الجولاني” فرعًا للقاعدة في سوريا بعد اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.

وكان قد أعلن تأسيس جبهة النصرة لأهل الشام عام 2012.

وظهر الخلاف بين الجولاني والبغدادي حينما قرر البغدادي قطع علاقته مع جبهة النصرة لتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

حيث رفض الجولاني ذلك وأعلن ولائه لتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري .

كما أسفر هذا الخلاف عن معارك بين الطرفين على الأراضي السورية.

ونجح تنظيم الدولة في انتزاع مناطق عديدة من حبهة النصرة.

أحمد الشرع والانتفاضة ضد بشار الأسد

مع فترة الربيع العربي واندلاع الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد عام 2011 جاء دور الجولاني.

حيث خطط أحمد الشرع لتأسيس فرع دولة العراق الإسلامية في سوريا.

وقام بتشكيل جبهة النصرة بقيادة أبوبكر البغدادي لتكون الفرع السوري لدولة العراق الإسلامية.

كما قام البغدادي بإمداد الجولاني بالمقاتلين والأسلحة والمال.

إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا

التاريخ الأهم في مسيرة أحمد الشرع أو الجولاني كان في 27 نوفمبر 2024.

حينما أطلقت فصائل المعارضة التي على رأسها هيئة تحرير الشام معركة “ردع العدوان”.

ليبدأ معركة إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا .

وفي فترة وجيزة تمكن من السيطرة على مدينتي حلب وحماة وأجزاء من الشمال السوري.

وكقائد منتصر أصدر “الجولاني” خطابًا سياسيًا للشعب السوري .

حيث قام بتوجيه رسالة طمأنة للمدنيين والأقليات الدينية والطائفية والعرقية، وأعلن أنه سيقوم بحل هيئة تحرير الشام.

كما اندلعت المعركة تحت مسمى غرفة عمليات “الفتح المبين”، لإدارة العمليات العسكرية.

واشترك في الهمليات مع هيئة تحرير الشام، حركة أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، ومجموعات من الحزب التركستاني.

ولكن كان الجولاني القائد العام لإدارة العمليات العسكرية.

كما نجح في السيطرة على حلب وحماة وتل رفعت شمالي حلب.

والتحمت كافة جبهات المعارضة شمالاً وجنوباً ونجحت في السيطرة على درعا والسويداء ثم القنيطرة.

وكان الوصول إلى دمشق هو إعلان رسمي لإسقاط بشار الأسد ونظامه.

واليوم الأحد 8 ديسمبر 2024 أصبح يومًا تاريخيًا في حياة الشعب السوري بأكمله.

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *