صدمة بعد تطويره.. اتهامات بتشوية مسجد السيدة نفيسة
هل نتج عن تطوير مسجد السيدة نفيسة، رضى الله عنها، تشوية العمارة الإسلامية التي كان عليها المسجد؟
حيث يدور لغط كبير منذ الإعلان عن إفتتاح أعمال تطوير وترميم المسجد الأربعاء الماضي
كما أثار عدد من خبراء ترميم المباني الأثرية ومؤرخي الفن الإسلامي صدمة كبيرة بشأن رؤيتهم حول التجديد والتطوير
لميس الحديدي تفجر قضية تشويه مسجد السيدة نفيسة
وقد تبنت الإعلامية لميس الحديدي، رأي أحد هؤلاء الخبراء التي طرحت رأيًا يفيد بأنه تشويه وليس تطوير
كما وجهت “الحديدي” رسالة إلى المسئولين عن التجديد والأهم لجنة المختصين المصريين تشرف على تلك المشاريع
وكان هذا الرأي للمهندسة أمنية عبد البر المهندس المعماري ومؤرخ الفن الإسلامي
وقد قالت المهنسة أمنية أن المسجد كانت حالته جيدة وأنه كان يحتاج بعض النظافة
مفاجأة.. المسجد لم يكن يحتاج تطوير
كما أوضحت أنه لم يكن بمسجد السيدة نفيسة أية مشاكل انشائية تستدعي التدخل للتطوير
وقالت المهندسة المعمارية أنها تخشى أن القائمين على مشروع تجديد مساجد آل البيت من غير المتخصصين في العمارة الإسلامية
كما أكدت أن ما تم تصميمه ضعيف وغير متجانس وليس له أي علاقة بروح العمارة المصرية الأصيلة
وقد ناشدت المسؤولين مراجعة هذه المشاريع مع الخبراء المصريين حتى لا تتكرر هذه الكارثة في الأضرحة الباقية
علاقة المصريين بالسيدة نفيسة
كما أوضحت أسباب الصدمة من نتيجة مشروع تجديد مسجد السيدة نفيسة
وحددت السبب الأول في أن السيدة نفيسة حفيدة الحسن حفيد النبي عليه الصلاة والسلام
وقد قالت أنها الوحيدة المؤكد أنها مدفونة في مقامها في القاهرة بعد ما حضرت إلى مصر وعاشت فيها إلى وفاتها سنة 208 ه/ 824م
أما حينما توفت تم دفنها منزلها وهو موضع قبرها بعدما أصر المصريون على بقاء جثمانها بمصر ولا يتم دفنها في البقيع
كما أوضحت أن المصريين أحبوا السيدة نفيسة للغاية منذ وقتها وحتي يومنا هذا
حيث تلقت العلم في المدينة وكانت سيدة صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتفسيره
كما لم ينقطع عنها المصلين بدليل خروج معظم جنازاتنا من عندها
تطوير مسجد السيدة نفيسة على مر العصور
كما أشارت إلى أنه على مدار العصور اهتم حكام مصر بمقامها
حيث جدده الخليفة الفاطمي المستنصر بالله والسلطان المملوكي المنصور قلاوون
والذي أمر بإضافة مسجد للضريح كان الخلفاء العباسيين في عصر المماليك مشرفين على الضريح
وبالتالي نحن أمام واحدة من أهم سيدات آل البيت ومقام مر عليه أكثر من ألف سنة
وقد كشفت أمنية عبد البر المهندس المعماري ومؤرخ الفن الإسلامي أن عام ١٨٩٢ حصل حريق وتم إعادة بناء الجامع والضريح
وذلك بأمر من الخديوى عباس حلمي الثانى وهذا هو المسجد الذي نعرفه والذي عمارته مستوحاة من عمارة المماليك
كما أوضحت أن عصر الخديوي من أزهي عصور العمارة الإسلامية
حيث تم ترميم عدد كبير من المساجد التاريخية وفي عصره اكتمل مسجد الرفاعي
اختلاف الشكل قبل وبعد التطوير
كما أضافت أن الشكل العام في مقام السيدة نفيسة كان هادئًا ويتم الوصول إليه عبر ممر
ثم يأتي باب فضي يتم فتحه على القبة التي كان فيها كتابات بسيطة وقليلة وزخارف أنيقة
وكان يتم استخدام الإضاءة الخضراء الخافتة التي ترمز للنبي عليه الصلاة والسلام وقبته الخضراء في المدينة
كما أضافت أن هذه الصورة قبل التجديد وهناك رنك للخديوي خلف المقام وشكل محراب حائطي على الجانبين
وهو من العناصر المميزة في العمارة الفاطمية مثل جامع الازهر
أما على اليمين عامود سماقي أحمر كان يتم إستخدامه في محاريب مساجد القاهرة
وكان في الضريح نجف تركي قديم وطبعا مقصورته المميزة
وفي عهد الرئيس السادات تم إضافة الرخام وكان فيه نص باسم الرئيس وتاريخ تنفيذ الأعمال سنه ١٩٧٢
مشاهد إثبات تشوية المسجد
كما لخصت المهندسة المعمارية ما حدث في الآتي: حيث تم إزالة باب الضريح الفضي
وكذلك اختفى النجف التركي، وكذلك رنك الخديوي عباس حلمي الذي لم يعد موجود
كما تم محو نص تجديد السادات، واستبدال المقصورة القديمة
وقد تم تغطية الشبابيك الجصية التي تمت من قبل لجنة حفظ الآثار العربي بالرخام
وتم استبدال كل العناصر الزخرفية والكتابات بتصميم غريب لا يمت لطرز العمارة المصرية الإسلامية التي تخضع لأسس معروفة في التصميم.
كما أن المشروع طمس معالم المقام ومحى الهوية المصرية وأصبح الشكل منفر ومبهرج بدون روح
وقد تم إزالة أسماء حكام مصر اللذين جددوا الضريح والإسم الوحيد الموجود حاليا هو إسم رئيس طائفة البهرة على المقصورة الجديدة
معماري يكشف إشكالية تطوير مسجد السيدة نفيسة
رؤية أخرى رصدها المعماري طارق المري وهو خبير ترميم المباني الأثرية والمدن التاريخية
حيث حدد رؤيته حول مسجد السيدة نفيسة وإشكالية التطوير ضد الحفاظ
وقد قال أنه بداية منذ أواخر القرن التاسع عشر والاهتمام بترميم الآثار أصبح بارزًا على طاولة الثقافة
كما أصبح له متخصصين مهتمين بتلك النوادر الفنية
وعلى مر تلك السنوات والتي تزيد عن قرن من الزمان ظهرت العديد من النظريات والممارسات المختلفة في بعض مناهجها وتفاصيلها التقنية
لكن كل المدارس وكل المناهج اجتمعت على نقطة واحدة أساسية تدور حولها كل مناهجهم ومدارسهم تختلف وتتباين مع ثبات تلك النقطة
وهي الحفاظ على الهوية التاريخية للمبنى واحترام تفاصيله الفنية والأصلية، مع وضع تحت كلمة الأصلية مليون خط
إهدار للقيمة التاريخية
كما أكد أن ما حدث في الآونة الأخيرة في ضريحي الحسين والسيدة نفيسة ما هو إلا إهدار للقيمة التاريخية لهما بدافع التطوير
وذلك التطوير الذي محى فنيات وعلامات تاريخية تشهد على تطور البناء على مر الزمن وتدمير عناصر أصلية
وإبدالها بعناصر أقل ما يقال عنها إنها أعمال فنية ركيكة غير ناضجة مقارنة بالأصل التاريخي المزال
كما قال إن تراثنا المعماري الاسلامي أصبح لعبة في أياد غير متخصصة وغير دارسة لأصول الحفاظ والترميم والتعامل مع مباني ومناطق تاريخية
وقال إنه في كل العالم هناك المتخصصون الدارسون لعلوم الحفاظ المعماري والعمراني
كما تذخر بلدنا بالعديد منهم لكنهم للأسف مهمشون ليحل محلهم غير المتخصص وغير الدارس
وكما نرى نتيجة هذا العبث ما هو إلا مسخا لتاريخ القاهرة التاريخية وتراثها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
يذكر أن طائفة “البُهرة” قد ساهمت فى أعمال تجديد مقامات آل البيت
وأنها كانت صاحبة تطوير مسجد السيدة نفيسة وتعمل حاليًا على تطوير مسجد السيدة زينب
مواضيع متعلقة
- وزير المالية: دراسة برنامج طموح لدعم الأنشطة التصديرية
- تسلا تستدعي أكثر من 690 ألف سيارة في الولايات المتحدة بسبب خلل في نظام مراقبة ضغط الإطارات
- رفع الحد الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني اعتباراً من يناير 2025
- الاقتصاد الألماني ينمو بأقل من المتوقع في الربع الثالث وسط تراجع الصادرات