أسرار جديدة تكشف الخلاف بين السادات وسعد الدين الشاذلي خلال حرب أكتوبر
الفريق سعد الدين الشاذلي .. أحد مهندسي خطة عبور قناة السويس خلال حرب أكتوبر عام 1973.
لكن يظل “الشاذلي” لغزًا كبيرًا خاصة في ظل التعتيم على دوره طوال سنوات عديدة بعد النصر المجيد.
كما يمثل الخلاف بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلي خلال حرب أكتوبر 1973 أهم أسرار تلك الحرب.
ومع احتفالات مصر اليوم، بذكرى انتصار أكتوبر العظيم، كشفت وزارة الخارجية البريطانية عن وثائق جديدة تكشف تفاصيل الخلاف بين السادات والشاذلي.
وأكدت تلك الوثائق البريطانية أن الخلاف بين الرئيس السادات ورئيس أركان الجيش المصري وقتها كان بسبب خطة الحرب.
إلا أن طبيعة الخلاف لم تكن بشأن الخطة الموضوعة قبل البدء في المعركة.
ولكن جاء الخلاف بعد أيام من تحقيق النصرن والذي دار حول “ثغرة الدفرسوار” الشهيرة في صفوف الجيش المصري.
وجاءت تفاصيل الخلاف بين السادات والشاذلي بسبب تدخل رئيس الدولة لتغيير الخطة .
في حين كان هناك إصرارًا من الفريق سعد الدين الشاذلي على الالتزام بالخطة الموضوعة .
وكانت المفاجأة أن رأي “الشاذلي” كان الصواب مقابل خطأ رأي السادات.
حيث تسببت مطالب الرئيس السادات في حدوث الثغرة .
وقد تسبب تلك الثغرة في تمكين الجيش الإسرائيلي من شن هجوم مضاد.
كم أدى إلى عبور معاكس للقوات الإسرائيلية إلى الأراضي المصرية غرب قناة السويس.
مما كبد الجيش المصري خسائر فادحة.
وعلى إثر هذا الخلاف وما نتج عنه، قرر السادات إبعاد سعد الدين الشاذلي عن رئاسة الأركان.
كما استمر “السادات” في موقفه ليقرر أبعاد الفريق الشاذلي إلى خارج مصر.
حيث قرر الرئيس السادات تعيين “الشاذلي” سفيرًا في أي دولة يختارها عام 1974.
ووافق الفريق الشاذلي واختار الذهاب إلى العاصمة البريطانية لندن .
وذلك نظرًا لأن “الشاذلي” سبق وأن عمل في لندن ملحقًا عسكريًا بالسفارة المصرية خلال الفترة من 1961 إلى 1964.
وبالفعل استجاب السادات لطلب “الشاذلي” وأعلن تعيينه سفيرًا لمصر في لندن.
بريطانيا ترفض عمل سعد الدين الشاذلي سفيرًا
كما تكشف الوثائق البريطانية أن الإدارة البريطانية رفضت استقبال “الشاذلي”.
حيث ذكر تقرير لإدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في الخارجية البريطانية، أن تعيين الشاذلي سفيرا في لندن قد أثار عاصفة من الاحتجاج.
كما تحدث التقرير عن انزعاج الحكومة من تصاعد الضغط على الحكومة في البرلمان وفي الصحافة.
ووصل الأمر إلى أن تلقت وزارة الخارجية خطابات من الجمهور تطالب بحجب الموافقة على الشاذلي سفيرا.
وتمثل أسباب الرفض البريطاني للفريق الشاذلي في صلاته المزعومة بالحركة الاشتراكية الوطنية، المتهمة بالفاشية عندما كان ملحقا عسكريا في لندن.
حيث تم تسريب مقتطفات من رسائل زعم أنه تلقاها من الزعماء الفاشيين تطلب مساعدات مالية من السفارة المصرية لتمويل أنشطة معادية لليهود.
كما استندت بريطانيا في رفضها إلى مزاعم بارتكاب “الشاذلي” جرائم حرب أثناء عمله رئيسا لأركان الجيش المصري.
كما تم زعم أنه شجع القوات المصرية على قتل أسرى حرب إسرائيليين.
وفي المقابل أصر السادات على قراره بتعيين الفريق الشاذلي سفيرًا في بريطانيا.
وتم حسم الأمر مع تغيير وزير الخارجية البريطانية الذي وافق على الشاذلي.
كما استمر سفيرًا لمصر في لندن لمدة عام تقريبًا، ثم تم نقله بللعمل سفيرًا في البرتغال.
خلاف جديد بين السادات والشاذلي
ولم تنتهي قصة الخلاف بين السادات والشاذلي عند ها الحد.
ولكن في عام 1978، نشر السادات مذكراته في كتاب سماه “البحث عن الذات”.
وذكر السادات في مذكراته أن “الشاذلي” هو من يتحمل مسؤولية الفشل في مواجهة أزمة ثغرة الدفرسوار.
كما اتهمه بالانشغال بالمنافسة مع غريمه المشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع، وليس بالمعركة.
كما قال “السادات” أن الشاذلي انهار بعد أن توسع الجيش الإسرائيلي في استغلال الثغرة عسكريًا على حساب الجيش المصري.
وفي المقابل دافع الفريق الشاذلي عن نفسه وقال إن هذه المذكرات غير صحيحة بشأن ما حدث في حرب أكتوبر.
وأصدر سعد الدين الشاذلي بيانًا تطاول فيه على نظام السادات ووصفه بأنه طاغية.
كما قال إنه استغل منصبه في نشر مذكراته وهو في الحكم حتى لا يعترض عليه أحد.
كما عبر الفريق الشاذلي عن استيائه من أن السادات أضر بمكانة مصر في المنطقة والعالم، وأضعف الجيش المصري.
مما أدى إلى زيادة كبير في قوة إسرائيل، وتفتيت الوحدة العربية بمبادرته للسلام مع إسرائيل.
كما توقع الشاذلي أن تؤدي سياسة السادات إلى مزيد من تصلب إسرائيل وعدم تقديمها أي مقابل للسلام في المستقبل.
وبالطبع رد السادات بإقالة الشاذلي من سفارة مصر في البرتغال واستدعاه إلى القاهرة للتحقيق.
ولكن رفض الفريق الشاذلي الاستجابة لطلب السادات، إلا بوجود حصانة من الاعتقال.
وحاولت الحكومة الليبية تعيين الشاذلي في منصب رفيع بالجيش الليبي ودفع راتبه كسفير .
كما شنت الصحف المصرية هجومًا شخصيًا على “الشاذلي” واتهمته بأنه باع نفسه لأعداء مصر.
وذلك في إشارة إلى ليبيا وسوريا، نظرًا لأنهما عارضتا بشدة سياسة السادات تجاه إسرائيل بعد حرب أكتوبر.
وبعد أزمة كبيرة حدثت بسبب طلب “الشاذلي” اللجوء إلى بريطانيا بجواز سفر دبلوماسي.
فقد سافر الفريق الشاذلي إلى الجزائر ليستمر بها حتى العام 1992 .
وبعدها عاد سعد الدين الشاذلي إلى مصر وتوفي عام 2011.
مواضيع متعلقة
- سعر الدولار اليوم الأحد.. ارتفاع متواصل في العملة الخضراء
- 10 معلومات أساسية عن محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية
- حصاد محمد صلاح أمام مانشستر سيتي.. أرقام الفرعون المصري
- الاقتصاد الأرجنتيني يتجاوز التوقعات في أكتوبر.. نمو إيجابي بعد الركود العميق