أسامة كمال: زيادة الهجمات على البنية التحتية الحيوية بنسبة 214% خلال 18 شهرًا

أكد الإعلامي أسامة كمال، رئيس مجلس إدارة شركة ميركيوري، أن العالم يشهد تحولاً غير مسبوق في طبيعة التهديدات الرقمية، حيث لم تعد الهجمات السيبرانية مجرد حوادث منفصلة أو خروقات عابرة، بل باتت تشكل خطراً ممنهجاً يستهدف قطاعات حيوية وحساسة تمتد عبر الحدود، مما يستدعي تحركاً جماعياً وسريعاً لمواجهة هذا التصعيد النوعي في الجرائم الإلكترونية.
أسامة كمال: زيادة الهجمات على البنية التحتية الحيوية بنسبة 214% خلال 18 شهرًا
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات مؤتمر CAISEC للأمن السيبراني، حيث طرح كمال في مستهل حديثه سؤالاً محورياً: “لماذا نحن هنا اليوم؟”، ليجيب بأن أهمية الأمن السيبراني لم تعد محل نقاش، بل إن التطورات الأخيرة تفرض نقلة نوعية في طريقة التفكير والاستجابة، فالأمر لم يعد يتعلق بحماية بيانات فقط، بل بضمان استمرار الحياة اليومية ذاتها.
وأشار كمال إلى أربع وقائع سيبرانية خطيرة وقعت خلال أربعة أشهر متتالية في نهاية العام الماضي، تمثل نماذج صارخة على تعقيد وجرأة الهجمات الحديثة:
في سبتمبر، استهدف هجوم سيبراني واسع 76 مستشفى و800 مركز طبي في أمريكا الشمالية. الهجوم لم يقتصر على تشفير البيانات، بل قام بدراسة دقيقة لأنظمة طبية حساسة، من بينها مضخات الأدوية وأجهزة التنفس، ما أثار مخاوف من إمكانية التلاعب الرقمي بجرعات العلاج.
في أكتوبر، اخترق فاعلون مدعومون من دول أجنبية أنظمة التحكم الخاصة بمزودي الطاقة في ثلاث دول أوروبية. الهجوم استمر 17 يومًا، تخلله زرع برمجيات خبيثة موقوتة داخل محطات توزيع الكهرباء، كاد أن يؤدي إلى شلل كهربائي واسع النطاق.
الهجوم الثالث استهدف البنية التحتية المالية لشمال أوروبا، حيث تسلل المهاجمون إلى أنظمة التسوية بين البنوك وظلوا غير مكتشفين لمدة 19 يومًا، ما هدد المعاملات المالية الكبرى وأثار القلق بشأن أمان الأنظمة المصرفية في المنطقة.
أما الهجوم الرابع، فوقع في شرق المتوسط، واستهدف ثلاث منشآت طاقة مترابطة. استمر التسلل 22 يومًا، وتم خلاله اكتشاف برمجية خاملة قادرة على تعطيل الإمدادات في ذروة الشتاء، ما كان سيؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية.
وشدد كمال على أن هذه الحوادث لم تعد مجرد سيناريوهات تحذيرية، بل واقع يفرض نفسه بقوة، حيث أصبحت البنى التحتية مثل الكهرباء والمياه والمستشفيات والأنظمة المالية أهدافًا رئيسية في خريطة الحرب الرقمية الجديدة.
وأوضح أن تطور أدوات الاستطلاع والهجوم المدعومة بالذكاء الاصطناعي قلّص الزمن بين التسلل والتصعيد إلى دقائق، مضيفاً: “الدولة تنهار رقميًا إذا لم نتحرك بسرعة”.
واستعرض كمال مجموعة من الأرقام الصادمة التي تعكس تصاعد وتيرة التهديدات، أبرزها:
ارتفاع الهجمات على البنية التحتية الحيوية بنسبة 214% خلال الـ18 شهرًا الأخيرة.
تعرض 37% من المؤسسات الإقليمية لهجمات تدميرية تتجاوز حدود سرقة البيانات.
متوسط بقاء المهاجم داخل الشبكات بلغ 48 يومًا، وهو أكثر من ضعف المعدل العالمي.
قطاع المال شهد زيادة بنسبة 76% في عدد الهجمات مقارنة بالمتوسط العالمي.
واختتم كلمته بتحذير واضح من أن هذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات تقنية، بل تهدد حياة البشر واستقرار الدول. وقال: “نحن لا نواجه هاكرز أفراداً، بل جهات مدعومة من دول، وجماعات جريمة منظمة تسابق الزمن لتحقيق الهيمنة الجيوسياسية والمكاسب المالية، وهذا يتطلب أن نعيد تشكيل منظومة الأمن السيبراني إقليميًا ودوليًا”.
مواضيع متعلقة
- “دلتا للأنظمة” التوسيع في خدمات التوقيع الإلكتروني لدعم التحول الرقمي
- باي سكاي تطلق خدمة التخزين الذكي للذهب والفضة عبر “يلا سوبر آب”
- “Money Fellows” تجمع تمويلًا استراتيجيًا بقيمة 13 مليون دولار لتعزيز الشمول المالي في أفريقيا
- OPPO تحتفل بنجاح دوري TheMakerXOPPODreamLeague للموهوبين في كرة القدم