محمود غزال: مصر قادرة على مضاعفة صادرات الملابس إلى 20 مليار دولار

إيمان شعبانالثلاثاء 2 ديسمبر 2025

كشف المهندس محمود غزال، عضو غرفة الصناعات النسجية ورئيس مجلس إدارة شركة النيل للصناعات النسجية، عن رؤية طموحة لقطاع الملابس الجاهزة والمنسوجات في مصر تستهدف الوصول

بالصادرات إلى 20 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.

مستندا إلى فرص غير مسبوقة توفرها التحولات الجارية في سلاسل الإمداد العالمية وتراجع اعتماد الأسواق الكبرى على الصين.

كما أكد أن هذه الرؤية تتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تضع التصنيع وزيادة الصادرات على رأس أولويات النمو الاقتصادي.

الأسواق العالمية تستورد 400 مليار دولار ومصر تستهدف 5% فقط

حيث أوضح المهندس غزال أن السوق العالمية للملابس والمنسوجات تمثل فرصة استثنائية.

إذ تستورد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج ما يقرب من 400 مليار دولار من هذه المنتجات.

وتبلغ واردات الولايات المتحدة نحو 100 مليار دولار.

بينما يستورد الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 290 مليار دولار، وتصل واردات دول الخليج إلى نحو 15 مليار دولار سنويًا.

كما أكد أن تحقيق 5% فقط من حصص هذه الأسواق العملاقة يضع مصر مباشرة على طريق تحقيق مستهدف 20 مليار دولار صادرات سنويًا.

وهو هدف واقعي في ظل التغيرات العميقة في خريطة التجارة العالمية.

كما أشار إلى أن الصادرات المصرية في 2024 لا تزال بعيدة عن حجم الفرص المتاحة عالميا.

حيث سجلت صادرات الملابس الجاهزة 2.9 مليار دولار، والمفروشات نحو 254 مليون دولار.

بينما بلغت صادرات الأقمشة المنسوجة والتريكو حوالي 230 مليون دولار.

حيث شدد على أن الفارق الكبير بين الأداء الفعلي والفرصة الحقيقية يجعل التسريع في الإجراءات ضرورة ملحة وليس خيارا.

تحديات تعرقل الانطلاق

أكد المهندس غزال أن القطاع يواجه تحديات تحتاج إلى معالجة عاجلة.

أبرزها بطء الإجراءات الجمركية وتأخر إنهاء المستندات، إلى جانب الحاجة لقدر أكبر من المرونة في منظومة الاستثمار ورفع كفاءة العاملين بالمؤسسات التنفيذية.

ومع ذلك، يرى أن الفرص الإقليمية والعالمية المطروحة أمام مصر اليوم تعد من الأكبر تاريخيا.

خصوصا في ظل إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية.

حيث دفع الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين العديد من العلامات العالمية إلى البحث عن وجهات تصنيع بديلة.

وهو ما يفتح المجال أمام مصر بفضل بنيتها التحتية المتطورة وشبكة موانئها الحديثة.

وأشار إلى أن تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو مصر يعزز من قدرتها على جذب شركات عالمية كبرى تبحث عن مواقع تصنيع أقل تكلفة وأكثر استقرارًا.

آليات جديدة لرفع القدرة التنافسية

حيث طرح المهندس غزال مجموعة من الآليات العملية التي يرى أنها ضرورية لتحقيق طفرة نوعية في الصادرات.

وفي مقدمتها إنشاء تعاونية للتصدير تتولى دمج الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في سلاسل الإمداد العالمية عبر رفع الجودة وتقديم الإرشاد الفني وتمكين هذه الشركات من الدخول في عقود

تصديرية ضخمة.

كما دعا إلى إنشاء مركز دعم الشركات الصغيرة لتأهيلها فنيا وإداريا وربطها بالمصدرين الكبار.

بما يساعد على خلق شبكة متكاملة قادرة على المنافسة عالميًا.

كما أكد على أهمية تعزيز التكامل الرأسي داخل الصناعة، بدءا من الغزل وحتى الخياطة والتعبئة.

بهدف تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة القيمة المضافة للمنتج المصري.

وأشار إلى أن منظومة التصدير تعتمد على جناحين رئيسيين، أولهما التصنيع للغير OEM / B2B وهو المسار الأسرع لتحقيق قفزات تصديرية.

بينما يمثل المسار الثاني العلامات التجارية المصرية Branding / B2C.

وهو طريق استراتيجي طويل المدى يتطلب قدرات أكبر في التصميم والتسويق وبناء الهوية العالمية.

حلول لزيادة حجم صادرات ملابس

حيث قدم غزال تصور شامل لتحقيق الهدف الطموح، من خلال استهداف عقود مباشرة مع سلاسل القيمة العالمية.

وتسهيل دخول استثمارات أجنبية مباشرة، إلى جانب دمج الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل التوريد الكبرى عبر فتح قنوات حقيقية للمنافسة.

ورفع الممارسات الاحتكارية، والاستماع لمشكلاتهم وإشراكهم في اتخاذ القرار.

كما شدد على ضرورة تحسين منظومة التمويل وتوفير قروض تصديرية منخفضة التكلفة.

وزيادة القيمة المضافة للقطن المصري والغزول عبر التصنيع الكامل داخل مصر.

وإنشاء بوابة حكومية حديثة توفر دراسات سوق تفصيلية حول الأسعار والمواصفات والفرص العالمية.

كما أكد المهندس محمود غزال على أن الوصول إلى 20 مليار دولار صادرات ملابس بحلول 2030 ليس مجرد هدف نظري.

بل هدف قابل للتحقيق إذا نفذت الخطط بوضوح وبمشاركة القطاع الخاص.

وشدد على ضرورة معالجة التحديات الجمركية والتنفيذية والاستثمارية بوتيرة أسرع للوصول إلى هذا المستوى من الصادرات.

وأكد أن قطاع الملابس يمكن أن يصبح أحد الأعمدة الرئيسية لتحقيق 150 مليار دولار صادرات مصرية سنويًا خلال السنوات المقبلة.

مواضيع متعلقة

الوسوم