عيد النيروز.. بين طقوس الكنيسة وأمجاد التاريخ المصري

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الخميس، الموافق 11 سبتمبر، بـ عيد النيروز، والذي يمثل رأس السنة القبطية الجديدة، وبداية شهر “توت”، أول شهور التقويم القبطي المعروف تاريخيًا بـ”تقويم الشهداء”.
ويؤكد الباحثون أن النيروز لا يعد مناسبة دينية فقط، بل يحمل أيضًا طابعًا وطنيًا راسخًا في جذور الحضارة المصرية.
إذ يجمع بين الهوية الفرعونية والقبطية والمصرية الحديثة.
كما يجسد الاحتفال رمزية خاصة للنيل، باعتباره مصدر الحياة.
فيما يكرّس قيم الشهادة والإيمان كجزء من تراث الكنيسة القبطية.
ويبادل الأقباط بعضهم التهاني بعبارة “نوفرى شاي”، وتعني باللغة القبطية “عيد سعيد”، في تقليد سنوي يعبّر عن فرحة استقبال العام القبطي الجديد، الذي يصادف هذا العام بداية سنة 1742 قبطية.
أصل عيد النيروز وتاريخه
ويعود الاحتفال بعيد النيروز إلى عام 284 ميلادية، وهو العام الذي تولى فيه الإمبراطور الروماني دقلديانوس الحكم.
والذي شهدت فترته اضطهادًا واسعًا للمسيحيين، واستشهاد الآلاف منهم، لا سيما في مصر.
ومن هنا، اعتبر الأقباط هذا العام بداية التقويم القبطي، وأطلقوا عليه “عام الشهداء”، وأصبح عيد النيروز رمزًا لذكرى الشهداء وتضحياتهم.
ويتبع الأقباط في عيد النيروز طقوسًا رمزية مميزة، أبرزها تناول البلح الأحمر، الذي يرمز إلى دم الشهداء، ونواته الصلبة التي تجسد صلابة الإيمان.
بالإضافة إلى الجوافة التي يشير بياضها إلى الطهارة والنقاء، وهي صفات ارتبطت بالشهداء في العقيدة المسيحية.
ويحيي الأقباط هذا العيد بصلاة خاصة، حيث تقيم الكنائس الأرثوذكسية صلوات ليلية مساء الأربعاء.
تختتم بـ القداس الإلهي مع فجر الخميس، إيذانًا ببدء أول أيام شهر “توت”، وحلول العام القبطي الجديد.
ويشار إلى أن كلمة “نيروز” مشتقة من الكلمة القبطية “ني يارؤو” والتي تعني “الأنهار”.
في إشارة إلى فيضان النيل الذي كان يبلغ ذروته في هذا الوقت من العام، وهو ما شكّل أساسًا للحياة الزراعية في مصر القديمة.
وعندما دخل اليونانيون إلى مصر، أضافوا حرف “سين” لتصبح الكلمة “نيروس”، والتي اختلطت بعد ذلك بالكلمة الفارسية “نيروز”.
ما أحدث التباسًا لغويًا على مر العصور.
مواضيع متعلقة
- الأرصاد: طقس شديد الحرارة وسيول محتملة غدًا السبت 30 أغسطس
- وظائف المحطات النووية.. الشروط والتخصصات المطلوبة
- 90 وظيفة شاغرة في مجال “الفاست فودز” برعاية وزارة العمل
- لغز تراجع الذهب في مصر.. التفاصيل تكشف المفاجأة