منظومة ثاد تصاب في مطار بن جوريون.. هل فقدت أمريكا هيبتها الدفاعية؟

مطار بن جوريون .. احتفل جنود أمريكيون أواخر عام 2024 بنجاح منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” في التصدي لصاروخ يمني داخل الأراضي المحتلة، في أول استخدام فعلي ناجح للنظام.
منظومة ثاد تصاب في مطار بن جوريون
إلا أن الاحتفاء لم يدم طويلًا،عقب أنباء عن اختراق صاروخ يمني محلي الصنع الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية مجتمعة، ليصيب مطار بن جوريون.
من حرب الخليج إلى صواريخ الحوثيين
كما تعود جذور منظومة “ثاد” (THAAD) إلى أوائل التسعينيات، بعد أن كشفت حرب الخليج عام 1991 عن قصور في الدفاعات الأمريكية أمام صواريخ سكود العراقية.
حيث حصدت أرواح 28 جنديًا من الحرس الوطني الأمريكي في ضربة واحدة.
كما استهدفت قواعد أمريكية وإسرائيلية دون رد فعال. حينها، لجأت الولايات المتحدة إلى تطوير نظام جديد قادر على التصدي للصواريخ الباليستية.
وبدأ مشروع “ثاد” الذي دخل حيز الخدمة لأول مرة عام 2008.
كيف يعمل نظام “ثاد”؟
كما تعتمد منظومة “ثاد” على تكنولوجيا “القتل الحركي” أو الصدم المباشر بدلاً من استخدام الرؤوس المتفجرة. فهي تسقط الصواريخ المعادية عند عودتها من الفضاء الخارجي إلى الغلاف الجوي.
حيث ترتطم بها بسرعة تفوق 10 آلاف كيلومتر في الساعة.
كما تبلغ كتلة صاروخ “ثاد” 900 كيلوجرام، وتؤدي قوة الاصطدام إلى تدمير الصاروخ المستهدف بطريقة أشبه بارتطام حافلة مدرسية مسرعة بجسم ثابت.
هذه التقنية تتيح دقة عالية وتفادي الأضرار الجانبية، لكنها تشكل نقطة ضعف في المقابل.
إذ يتطلب “ثاد” إصابة الهدف بدقة لا تتجاوز نصف متر، ما يعني أن أي خطأ صغير في التقدير أو المناورة يجعل الصاروخ غير فعال تمامًا.
على عكس منظومات أخرى تستخدم الشظايا والانفجار لتغطية نطاق أوسع.
الاشتباكات الفعلية.. بين النجاح والانتكاس
ورغم أن “ثاد” صمم أساسًا لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية، فإن أول اختبار فعلي له كان بعيدًا عن شرق آسيا، وتحديدًا في الشرق الأوسط.
في عام 2022، نجح “ثاد” في الإمارات في اعتراض أحد الصواريخ التي أطلقتها جماعة الحوثي، بينما فشلت بقية الدفاعات في اعتراض صواريخ أخرى أصابت منشآت حيوية.
وفي اشتباك لاحق أكثر حساسية في ديسمبر 2024، اعترضت بطارية أمريكية منصوبة في الأراضي الفلسطينية صاروخًا يمنيًا.
غير أن هذا الإنجاز تراجع سريعا بعد أنباء مؤكدة عن فشل منظومة “ثاد” في التصدي لهجوم صاروخي مماثل، ما أدى إلى إصابة مطار بن جوريون بشكل مباشر.
قدرات محدودة وتكاليف باهظة
رغم الهيبة التقنية التي تحيط بـ”ثاد”، إلا أن الولايات المتحدة لا تمتلك سوى تسع بطاريات فقط.
وتعمل كل بطارية تضم ثمانية صواريخ، تبلغ تكلفة الواحد منها نحو 12 مليون دولار.
كما تصل كلفة البطارية الواحدة إلى أكثر من ملياري دولار بسبب تعقيد منظومتها الرادارية.
وهذا العدد المحدود يعكس التحديات اللوجستية والمالية في استخدام “ثاد” بشكل واسع أو في ساحات قتال متعددة.
مواضيع متعلقة
- خسائر انقطاع الكهرباء في اسبانيا.. البلاد تتكبد 44 مليار يورو وتحرك عاجل من الملك والحكومة
- أمير المدينة المنورة يفتتح النسخة الثانية من منتدى العمرة والزيارة
- ماكرون يعلن حضوره جنازة البابا فرنسيس في روما
- لإحياء أحد الشعانين.. الاحتلال الإسرائيلي يحرم المسيحيين في الضفة الغربية من الوصول إلى القدس