عالم

من هو أكرم إمام أوغلو؟.. بين الاعتقال والمستقبل السياسي في تركيا

في ظل الأوضاع السياسية المضطربة في تركيا، يبرز أكرم إمام أوغلو كأحد أبرز الأسماء التي أثارت الجدل والاحتجاجات في الآونة الأخيرة، بعد اعتقاله قبيل إعلان ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية القادمة.

فموجة الاحتجاجات التي شهدتها إسطنبول وعدد من المدن التركية.

جاءت ردًا على القرار القضائي الذي اعتبره الكثيرون محاولة لإقصاء إمام أوغلو من الساحة السياسية.

خاصة في ظل شعبيته المتزايدة كمنافس قوي للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات القادمة.

من هو أكرم إمام أوغلو؟

أكرم إمام أوغلو ولد عام 1971 في مدينة طرابزون على البحر الأسود، في عائلة تنتمي إلى اليمين الوسط.

درس إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول قبل أن يلتحق بأعمال العائلة في قطاع الإنشاءات.

ومنذ شبابه، كان يعرف بحبه لكرة القدم.

حيث لعب في دوري الهواة مع نادي طرابزون سبور، وهو إرث رياضي مشترك بينه وبين أردوغان.

انطلاقة أوغلو السياسية

دخل إمام أوغلو الساحة السياسية عبر حزب الشعب الجمهوري المعارض.

وانتخب رئيسًا لبلدية بيليك دوزو في إسطنبول عام 2014.

ثم أصبح عمدة إسطنبول في 2019 بعد فوزه في الانتخابات البلدية التي شابتها محاولات لإلغاء نتائج الجولة الأولى.

لكنه فاز في الجولة الإعادة بفارق أكبر.

بهذا الفوز، تمكن من إنهاء هيمنة حزب العدالة والتنمية على إسطنبول التي استمرت لمدة 25 عامًا.

التوازنات السياسية في تركيا

إمام أوغلو يوصف بأنه سياسي “هادئ ومرن”، وقد نجح في توسيع قاعدة حزب الشعب الجمهوري العلماني.

وجذب أصواتًا من القاعدة المحافظة التي كانت تصوت تقليديًا لحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.

أسلوبه السياسي تصالحي بعيد عن الاستقطاب، وكان حريصا على زيارة المساجد الشعبية والمشاركة في مشاريع ترميم التراث الديني في إسطنبول.

وهو ما أكسبه احترام قطاعات واسعة من المجتمع التركي، بما في ذلك بعض الناخبين الأكثر تدينًا.

الاعتقال والتهم

اعتقل امام أوغلو بعد تهم بالفساد ودعم “منظمة إرهابية”، خاصة عبر عقود بلدية تزعم تقارير أنها كانت لصالح حزب العمال الكردستاني.

وهي التهم التي ينفيها إمام أوغلو وحزبه.

هذه القضية تزامنت مع إلغاء شهادته الجامعية من جامعة إسطنبول بسبب “مخالفات مزعومة”.

مما قد يمنعه من الترشح للرئاسة، وفقًا للدستور التركي.

يراه العديد من معارضيه محاولة لإضعافه وإقصائه عن الساحة السياسية قبيل الانتخابات القادمة.

بين الإمكانيات والانتقادات

يشبه البعض مسيرة إمام أوغلو بمسيرة أردوغان نفسه، فكلاهما بدأ في رئاسة بلدية إسطنبول قبل الانتقال إلى السياسة الوطنية.

وكلاهما واجه قضايا قضائية أثناء صعوده.

لكن الفرق الآن هو أن امام أوغلو يواجه نفس النظام الذي كان أردوغان قد وصفه بـ “الاستبدادي” في بداية صعوده السياسي.

ردود الفعل الشعبية

احتشد الآلاف من أنصار إمام أوغلو في إسطنبول وأنقرة، رافعين شعارات مناهضة للسلطة، مثل “اللص في القصر، وإسطنبول في الشوارع”.

في مواجهة حظر التظاهر من قبل السلطات، استمر المحتجون في ملء الساحات مطالبين بإطلاق سراح امام أوغلو، الذي أصبح رمزًا للمعارضة الديمقراطية في تركيا.

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *