هلال وصليب

من قلب شيكاغو إلى الفاتيكان.. ليو الرابع عشر يثير جدلًا بمواقفه من الهجرة وترامب

قالت وكالة “أسوشيتدبرس” إن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست، المعروف الآن بلقب ليو الرابع عشر، كأول بابا للكنيسة الكاثوليكية من الولايات المتحدة،

ليو الرابع عشر

كما يمثل لحظة فارقة في تاريخ الفاتيكان، حيث ينتظر أن يشهد عهده الجديد تداخلات غير مسبوقة بين الإيمان والسياسة.

خصوصًا في ظل مواقفه السابقة المناهضة لبعض سياسات إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالهجرة.

كما يعرف البابا الجديد، المولود في شيكاغو، بنشاطه المعتدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

إذ ركز في معظم منشوراته السابقة عبر منصة X (تويتر سابقًا) على دعم مبادرات الكنيسة ومجتمعات الكاثوليك.

مع استثناءات قليلة عبّر فيها عن مواقف واضحة ضد سياسات تقيد الهجرة واللجوء في الولايات المتحدة، وهي مواقف أثارت تفاعلًا سياسيًا خلال السنوات الماضية.

مواقفه من الهجرة وترامب

ورغم أن ترامب سارع إلى تهنئة البابا المنتخب، واصفًا اختياره بأنه “شرف كبير لأمريكا”، إلا أن خلفية العلاقة بين الجانبين اتسمت بالتوتر.

فقد جاءت تهنئة ترامب بعد أيام فقط من نشره صورة معدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي لنفسه مرتديًا زي البابا،

تزامنًا مع فترة الحداد الرسمي على وفاة البابا الراحل فرنسيس، وهو تصرف اعتبره كثيرون.

بينهم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق رومانو برودي، تدخلاً سياسيًا غير لائق في الشأن الديني.

وفي سياق متصل، شهدت العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والحكومة الأمريكية توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.

حيث أعلن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، إنهاء شراكة امتدت لنحو خمسين عامًا مع الحكومة الفيدرالية.

في مجال دعم اللاجئين والأطفال المهاجرين، بسبب ما وصفوه بـ”القرار المؤلم” لوقف التمويل من قِبل إدارة ترامب.

من جهته، كان البابا ليو، حين كان لا يزال كاردينالًا، قد عبّر عن اعتراضه العلني على تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، عندما انتقد الأخير في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” سياسات الهجرة.

كما اعتبر أن على الإنسان أن يرتب أولوياته في المحبة بدءًا من العائلة وصولًا إلى بقية العالم.

ورد بريفوست حينها بنشر مقال بعنوان: “جيه دي فانس مخطئ: يسوع لا يطلب منا تقييم حبنا للآخرين”، مستنكرًا محاولة توظيف المفاهيم المسيحية لتبرير سياسات تمييزية.

وتبع ذلك منشور ثانٍ بعد عشرة أيام يشارك فيه مقالًا يتناول ما وصفه بـ”سوء استخدام مفهوم Ordo Amoris” – وهو مبدأ كاثوليكي يعني “نظام المحبة” – في سياق تبرير مواقف فانس بشأن المهاجرين.

وبعد انتخاب البابا الجديد، عاد فانس إلى منصة X لينشر تهنئة مختصرة.

كما قال : “أنا متأكد من أن ملايين الكاثوليك الأمريكيين وغيرهم من المسيحيين سيصلون من أجل نجاحه في قيادة الكنيسة. باركه الرب!”

 

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *