معرض سيتي سكيب مصر 2025 يرصد تحديات وفرص إحياء تراث وسط البلد

شهدت ندوات سيتي سكيب Cityscape Talks التي تقام ضمن فعاليات معرض سيتي سكيب 2025 جلسة نقاشية بعنوان “وسط البلد – التراث يتحدى المستقبل”.
شارك فيها خالد صديق، رئيس مجلس الإدارة، صندوق التنمية الحضرية.
وفيلوباتير ديميتري، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، ومصطفى سالم، مؤسس مبادرة Cairo Makeover.
وأدارت الحوار المهندسة المعمارية والصحفية هدى مكاوي.
في بداية الجلسة، قالت هدى مكاوي، المهندسة المعمارية والصحفية، إن الحفاظ على التراث العمراني يمثل أهمية خاصة لكل من درس العمارة ويهتم بتاريخ القاهرة.
كما أشارت إلى أن شريحة كبيرة من الناس ما زالت ترى أن التطوير والاستثمار يأتيان في اتجاه معاكس لفكرة الحفاظ على التراث وحمايته.
وأكد فيلوباتير ديمتري، الرئيس التنفيذي لشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، أن المباني التاريخية تمثل استثمارات ضخمة تتطلب رؤوس أموال كبيرة.
إلا أن قيمتها تزداد كلما جرى الحفاظ عليها وإعادة توظيفها بما يتماشى مع احتياجات العصر.
كما أشار إلى أن طابعها التراثي يمنحها ميزة إضافية ترفع من قيمتها الاقتصادية والثقافية.
وأوضح إن تجربة شركة الإسماعيلية ترتكز على نموذج يقوم على شراء المباني التاريخية ودراسة بنيتها التحتية وموقعها وسط البيئة المحيطة.
وذلك باعتبار الموقع عنصراً محورياً في تحديد الاستخدام الأمثل.
وذلك سواء كمكاتب أو شقق أو فنادق، مع ضمان تحقيق العائد الاستثماري.
وأضاف أن مشروع سينما راديو كان أولى محطات الشركة في هذا المجال.
حيث أعادت الشركة إحياءه عبر استقطاب علامات تجارية عالمية.
وهو ما عكس بوضوح القوة الشرائية التي تتمتع بها المنطقة.
معرض سيتي سكيب مصر 2025 يناقش رؤية لتطوير وسط البلد
وقال المهندس مصطفى سالم، مؤسس مبادرة Cairo Makeover، إن الرؤية لتطوير وسط البلد يجب أن تنطلق من اعتباره شبكة حضرية متكاملة، لا مجرد مجموعة مباني منفصلة.
كما أضاف أن أنماط التخطيط العمراني المرنة التي تميزت بها مناطق مثل وسط البلد وجاردن سيتي والمعادي منذ عقود، أسهمت في خلق حركة وحياة نابضة بالمدينة.
على عكس أنماط التخطيط الصارمة التي تقسم المناطق إلى سكنية أو تجارية أو خدمية منفصلة، مما يقلل من حيوية المكان.
وأوضح أن قيمة المكان تنبع من عمقه الحضاري وقدرته على خلق ارتباط بين الأجيال الجديدة والمدينة.
كما أشار إلى أن غياب هذا الرابط يدفع الشباب إلى البحث عن بدائل خارجية.
بينما إحياء تجربة المشي والتجول في شوارع ذات هوية متكاملة يعزز الانتماء ويمنح تجربة إنسانية غنية. .
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على العمارة التاريخية.
وشدد على أن الخطوة الأولى تبدأ بالتوعية، إذ لا يمكن تحقيق التطوير المنشود دون فهم حقيقي لقيمة التراث.
كما دعا سالم إلى إشراك المجتمع في جهود الترميم وإعادة الاستخدام.
وأكد أن الناس بات لديهم استعداد متزايد لدعم هذه المبادرات عندما يدركون قيمتها الفعلية.
إحياء عمراني متكامل لاستعادة روح القاهرة التاريخية
وأكد المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، أن التخطيط العمراني للقاهرة الإسلامية لا يمكن تغييره أو المساس به.
وذلك باعتبار أن أي تغيير جذري قد يضر بهويتها التاريخية.
وأشار إلى أن ما يجري حالياً هو عملية إحياء عمراني متكامل يهدف إلى استعادة روح القاهرة التاريخية والخديوية لتعود وجهة للسائحين من الداخل والخارج.
وصرح إن الصندوق يعمل على إعادة المباني إلى صورتها الأصلية بما يتناسب مع الطابع التاريخي للمكان، كما حدث في شارع المعز.
كما أكد أن الهدف ليس مجرد تطوير واجهات، بل إعادة إحياء متكامل يخلق تجربة شبيهة بما يحدث في مدن عالمية مثل إشبيلية.
حيث تشكل الشوارع والأحياء التاريخية نقاط جذب سياحية وثقافية.
وأضاف أن الصندوق ضخ مليارات الجنيهات للحفاظ على مناطق عديدة وإعادتها إلى رونقها التاريخي.
كما أشار إلى أن الخطة تشمل تشجيع الملاك على تحويل منازلهم إلى وحدات لاستضافة السياح.
بما يتيح للزائرين خوض تجربة معيشية أصيلة تعكس روح القاهرة القديمة، على غرار ما يحدث في فرنسا وغيرها من الوجهات العالمية.
كما أوضح أن الصندوق يعمل على توفير بنية تحتية داعمة لهذا التوجه.
من بينها إنشاء جراج متعدد الطوابق على مساحة 20 ألف متر لتقليل الازدحام المروري.
إلى جانب بحث توفير وسائل نقل مثل عربات “الـجولف كار” داخل المناطق التاريخية لتيسير حركة الزوار.
وكشف صديق عن مشروع نقل الورش غير المتوافقة من قلب القاهرة إلى منطقة صناعية جديدة على مساحة 60 فداناً بمحور جيهان السادات.
حيث جرى إنشاء 900 ورشة و15 عمارة سكنية مخصصة لأصحابها.
وأشار إلى أن المواقع التي سيتم إخلاؤها ستعاد توظيفها كورش متخصصة أو مدارس حرفية لدعم الحرف التقليدية مثل صناعة الفضة والجلود والخيامية.
ونوه بان هذه الجهود، رغم صعوبتها وطول فترة تنفيذها، ستقود إلى تحقيق حلم إحياء القاهرة التاريخية بحلول عام 2030.
لتعود المدينة مركزاً للحياة الثقافية والسياحية، ومقصداً للزائرين من مختلف أنحاء العالم.
ويستمر معرض سيتي سكيب مصر 2025 حتى 27 سبتمبر بمركز مصر للمعارض الدولية (EIEC) بالقاهرة الجديدة.
وذلك بمشاركة أكثر من 80 مطوراً محلياً ودولياً يعرضون أكثر من 1,000 مشروع متنوع.
حيث يشمل وحدات سكنية وتجارية وإدارية ومشروعات مدن ذكية ومستدامة.
كما تشهد نسخة هذا العام إطلاق جناح دولي جديد بمشاركة مطورين عالميين.
مواضيع متعلقة
- الأمن القومي العربي خط أحمر.. السيسي وتميم في جبهة واحدة ضد العدوان
- أسعار الذهب اليوم الأحد 14 سبتمبر
- رسميًا.. رابط نتائج تنسيق الشهادات المعادلة العربية والأجنبية
- تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب والدولار