محور فيلادلفيا.. شاهد على تاريخ الصراع بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة
محور فلادلفيا.. اسم تردد كثيرًا خلال الساعات القليلة الماضية بشأن ارتفاع حدة التوتر بين الجانبين المصري والإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة.
وذلك في خضم اشتعال الصراع داخل القطاع جراء العدوان الإسرائيلي الذي يتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
حيث أثيرت أنباء صادرة عن الإعلام الإسرائيلي تستهدف استفزاز الجانب المصري.
فقد أعلن موقع “والا” الإسرائيلي عن نشاط لدبابات إسرائيلية وآليات جيش الاحتلال.
وذلك قرب معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح على الخط المسمى “محور فيلادلفيا”.
والمعروف أن جيش الاحتلال يتجنب دائمًا العمل على هذا المحور حتى لا يصطدم بأزمة مع الجيش المصري.
وفي ضوء ذلك نفت مصر ما زعمت به وسائل الإعلام الإسرائيلية، بشان العملية البرية للدبابات الإسرائيلية.
والتي زعموا أنها بدأت من معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة، اليوم السبت.
كما أصدرت هيئة المعابر الفلسطينية بغزة بيانا أكد نفي الجانب المصري لأي معلومات عن نية العدو التحرك عسكريا في محور فلادلفيا.
وأن كافة الأنباء بشأن وجود تحركات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع مصر غير صحيحة تمامًا.
ويتسائل العديد من المتابعين للقضية والنزاع الدائر بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة حول محور فلادلفيا.
وتتمثل أبرز التساؤلات في أين يقع محور فلادلفيا ولماذا سمي بهذا الاسم وما مدى أهميته على الشريط الحدودي بين البلدين.
ما هو محور فلادلفيا؟
الاسم الحقيقي لمحور فلادلفيا هو محور صلاح الدين، وهو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة.
ويقع المحور على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. وفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979.
كما يمتد المحور بطول 14 كيلو من البحر المتوسط وحتى كرم أبو سالم.
وهي معبر ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
كما يقع محور فلادلفيا بالكامل في المنقطة منزوعة السلاح (ج) التي نصت عليها المعاهدة.
كما أنه بعد “اتفاقية أوسلو 2” عام 1995، وافقت إسرائيل على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن.
وكانت أحد الأغراض الرئيسية من المحور هي منع تهريب المواد الغير مشروعة.
بما في ذلك الأسلحة والذخائر والمخدرات الممنوعة قانوناً، وأيضاً منع الهجرة الغير مشروعة بين المنطقتين.
حيث يلجأ الفلسطينيون إلى حفر أنفاق تهريب تحت محور صلاح الدين لإدخال وتهريب بعض من تلك المواد إلى داخل قطاع غزة.
وهي معاهدة قامت بها إسرائيل مع مصر في ظل الحصار المفروض على القطاع.
حيث تعتبر الأنفاق من أهم طرق دخول السلع إلى القطاع.
موقف المحور وفقا لمعاهدة السلام
وقد اشترطت إسرائيل أن تكون الحدود كما كانت فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأن يكون منفذ الحدود الرئيسي في مدينة رفح.
وذلك وفقا في لمعاهدة السلام مع مصر الموقعة في 1979 للانسحاب من شبه جزيرة سيناء.
كما اتفق أيضاً على أن تكون المنطقة القريبة من الحدود هناك “المعرفة بالمنطقة ج” منطقة منزوعة السلاح
مع حق مصر الإبقاء على أسلحة خفيفة لقوات الشرطة هناك.
وقد أصدر الكنيست الإسرائيلي في عام 2004 قراراً من طرفٍ واحد بالانسحاب من قطاع غزة.
وذلك لجميع المواطنين والقوات الإسرائيلية الموجودة في القطاع.
ودخل القرار حيز التنفيذ في أغسطس 2005، وكان القرار بالانسحاب الكامل آتى لمصلحة إسرائيل.
حيث كان الغرض الرسمي من الانسحاب “تحرير إسرائيل من مسؤليات قطاع غزة”.
لذلك، من أجل القيام بعملية الانسحاب كان يتوجب على إسرائيل الانسحاب من محور صلاح الدين أيضاً.
وقد أثارت عملية الانسحاب من المحور القلق من زيادة أنفاق تهريب الأسلحة الموجودة بين مصر وقطاع غزة.
كما نشأت داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية معارضة كبيرة للقيام بإخلاء المحور وذلك لأسباب إستراتيجية.
وكان سبب القلق والمعارضة الرئيسي هو تسليح غزة وتهديد ذلك لأمن إسرائيل.
وبرغم تلك المعارضة، قامت إسرائيل بالانسحاب من المحور من أجل منع الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
حيث يمكن أن يزعزع ذلك استقرار المنطقة.
كما جاء قرار انسحاب إسرائيل من محور صلاح الدين بتهديد لمصر.
وذلك من خلال التسليح المحتمل الذي ستحظى به غزة.
وكان يخشى أن يكون من شأن انسحاب القوات الإسرائيلية خلق فراغاً في السلطة لن تقدر السلطة الفلسطينية الضعيفة إلى حدٍ ما شغله.
الأمر الذي قد يجعل الإسلاميين مهتمين بتلك المنطقة.
تفاصيل اتفاق فيلادلفيا
قامت إسرائيلبتوقيع اتفاق مع مصر يسمى “اتفاق فلادلفيا”.
وكان يتعلق بنشر قوة من حرس الحدود المصري في رفح الفلسطينية.
بحيث تسمح هذه الاتفاقية لمصر بنشر قوة من 750 فرد حرس حدودي للقيام بدوريات على جانب المحور المصري.
وذلك لمنع “التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية الأخرى”.
كما نص الاتفاق على أن القوات المصرية قوة مخصصة لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود وليست كقوى عسكرية.
وقد أشار في نص الاتفاقية أن هذه الاتفاقية لا تلغي أو تعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
والإبقاء على حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح.
وإنما تعزز الاتفاقية من قدرة مصر لمكافحة التهريب على طول الحدود، والتأكد من تلك القوات لن تخدم أي أغراض عسكرية.
كما أصرت إسرائيل على إدراج ضمن نص الاتفاقية أن تلك التعديلات ليست ضمن معاهدة السلام لعام 1979.
وذلك بسبب محاولات وسعي مصر إلى إعادة تسليح سيناء والحدود مع إسرائيل وقطاع غزة مرة أخرى.
إنشاء قوة حرس الحدود المصرية بمحور فلادلفيا
أدى “اتفاق فلادلفيا” إلى إنشاء قوة حرس حدود مصرية تتألف من 750 فرد .
وهم مقسمون بين مقر رئيسي وأربع وحدات فرعية. ونص الاتفاق على تزويد القوات المصرية بما يلي:
500 بندقية هجومية، و67 رشاش خفيف، و27 قاذفة خفيفة مضادة للأفراد، ورادار أرضي، و31 سيارة مجهزة خصيصاً للشرطة، و44 سيارة دعم لوجستي.
كما تم السماح بأبراج الحراسة والتسهيلات اللوجستية أيضاً.
وتم منع المركبات العسكرية والمعدات الاستخبارية. وأي عدد زائد عن كمية الأسلحة المحددة مسبقاً.
أزمة في الكنيست الإسرائيلي بسبب “اتفاق فلادلفيا”
وقد أثيرت أزمة كبيرة داخل الكنيست الإسرائيلي بسبب ما تضمنته اتفاق فلادلفيا من بنود.
كما قام عدد من خبراء القانون الإسرائيليون بالبحث في مسألة قانونية عرض أو عدم عرض الاتفاق على الكنيست.
حيث يوافق الكنيست على المعاهدات الرئيسية إما قبل أو بعد مرورهم.
وقد نشأت الحاجة لبحث الاتفاق بسبب أن المنطقة ج من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ستكون شبه مسلحة.
مما يؤدي إلى تغير عملي في الاتفاقية وبالتالي يحتاج لموافقة الكنيست.
وجاء هذا على إثر دعوة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يوفال شتاينتز.
وتأييداً من العضو داني ياتوم الذين قدموا معاً التماساً إلى المحكمة العليا ضد الحكومة.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت أرئيل شارون أن المعاهدة لم تغير وضع المنطقة ج من منطقة «منزوعة السلاح».
وفي 6 يوليو 2005، قضى النائب العام بعدم إلزام الحكومة بتمرير الاتفاقية على الكنيست.
نقل المحور إلى السلطة الفلسطينية
وقامت الحكومة الإسرائيلية بنقل سلطة محور صلاح الدين إلى السلطة الفلسطينية.
وذلك استعداداً لفك ارتباط قطاع غزة بإسرائيل وانسحابها،
كما وقعت اتفاقية للعبور والحركة بعد نقل السلطة للسلطة الفلسطينية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين الوضع الإنساني على أرض الواقع.
ثم فتحت إسرائيل معبر رفح في نوفمبر من العام 2005 ووضعته تحت سلطة السلطة الفلسطينية ومصر ومراقبين من الاتحاد الأوروبي.
أما الوضع الحالي لمحور فلادلفيا فيتمثل في سيطرة من حركة حماس منذ معركة غزة عام 2007 بعد السيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وفي يناير، 2008، قام عدداً من المسلحون الفلسطينيون بتدمير أجزاءً من الجدار الحدودي مع الشريط الحدودي بالقرب من مدينة رفح.
كما تدفق على إثر هذا العمل الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية للبحث عن الطعام والمؤن.
ومنذ ذلك الوقت يسعى جيش الاحتلال إلى منع حركة حماس من إعادة التسليح، بمحاولة استعادة السيطرة على منطقة محور فلادلفيا .
مواضيع متعلقة
- إنجازات مشروعك.. المساهمة في توفير أكثر من مليون ونصف فرصة عمل
- تراجع الأسهم الكورية الجنوبية في ظل الاضطراب السياسي
- المالية: الخدمات الضريبية ستشهد تحسنًا كبيرًا مع التطبيق الكامل للحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية
- أشرف مقلد لـ”هنا مصر”: مشروعات مراكز تضم أكثر من 100 مطعم