عقارات

المهندس “محمد طلعت” في حوار مع “هنا مصر”: “الجمهورية الجديدة” نموذج للإبهار المعماري

محمد طلعت: العاصمة الإدارية نقلة نوعية في تاريخ “محمد طلعت معماريون”

الاستشاري الدكتور المهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، بنى إمبراطوريته المعمارية بفلسفة خاصة تعتمد على التميز والإبداع والابتكار، ولم يتخذ من الربح هدفًا فنجح في إنجاز العديد من المشروعات بتصميمات فريدة تصنع حضارة معمارية مصرية في الجمهورية الجديدة، ومن خلال تكليفه مستشار رئاسة مجلس الوزراء لشؤون التصميم الداخلي للحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، حقق نجاحات مبهرة في مشروعات الدولة حتى وصل إلى القمة بمشروع مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب شراكته المتميزة مع أبرز المطورين العقاريين في مصر و6 دول أخرى .

موقع “هنا مصر” حاور المهندس محمد طلعت للوقوف على أهم المحطات في مسيرته بمجال التصميم والاستشارات الهندسية، وخططه الحالية بالنسبة للمشروعات الحكومية والخاصة، والكشف عن رؤيته للسوق العقارية بمصر والمنطقة بشكل عام.

 

من هي شركة محمد طلعت معماريون؟

تأسست شركة محمد طلعت معماريون عام 1999 وكان اسمها “أيكونز” وتم تغيير الاسم إلى محمد طلعت معماريون عام 2013 ووضع استراتيجية جديدة لها تعتمد على التوسعات فى العديد من الدول، حيث بدأت الشركة قبل عام 2013 بفريق يضم 20 مهندسًا معماريًا، حتى ارتفع عدد المهندسين بالشركة إلى نحو 270 مهندسًا معماريًا بجانب الإداريين والعاملين بها، والشركاء في مختلف المشروعات ما بين التصمين والإشراف على الأعمال، وتمتلك الشركة خبرة تمتد لأكثر من 20 عام بالسوق المصري، و11 عام بالسوق السعودي، نفذت خلالها الشركة العديد من المشروعات العقارية في مختلف المناطق داخل مصر، والمملكة العربية السعودية وإستطاعت الشركة أن تقدم أفضل التصميمات المعمارية للشركات العقارية بكافة الدول التي تواجدت فيها ، كما استطاعت أن تجمع مابين الاصالة والحداثة في فن المعمار في كافة المشروعات التي تولت تنفيذها والإشراف عليها، وبما يتماشي مع ثقافه وتطلعات السوق العقاري في كل دوله تواجدت فيها.

بداية مسيرة محمد طلعت

حول مسيرته الطويلة في مجال المعمار والتصميم والاستشارات الهندسية، أكد الدكتور مهندس محمد طلعت، أن الشركة تأسست عام 1999 بعد تخرجه في عام 1996، إلا أن البداية الحقيقية لأعمالها في مصر كانت منذ عام 2013، حيث كانت الشركة تركز قبل ذلك على أعمال معمارية متوسطة الحجم، وخصوصًا في مجال العمارات السكنية والفيلات. أما قبل هذا التاريخ، فكانت الشركة تعمل بشكل رئيسي خارج مصر، في أسواق مثل السعودية وجنوب إفريقيا.

 

تواجد “محمد طلعت معماريون” في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة

وأضاف “طلعت” أن شركته حققت نقلة نوعية كبرى منذ انطلاق مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، حيث كانت العاصمة الإدارية نقطة تحول رئيسية في نشاط الشركة، حيث انتقلنا من تنفيذ مشروعات متوسطة الحجم إلى الدخول في مشروعات قومية كبرى. لقد فتحت هذه المشروعات الباب أمامنا للعمل على ما يمكن وصفه بالمشروعات العملاقة أو الميجا بروجكتس، مما رفع من حجم أعمالنا بشكل ملحوظ”.

وعلى مستوى فريق العمل، أشار طلعت إلى التطور الكبير الذي شهدته الشركة منذ عام 2013، حيث بدأ الفريق بـ 20 مهندسًا فقط ليصل الآن إلى 270 مهندسًا يعملون في التصميم والإشراف. وأضاف: “بجانب فريقنا الأساسي، نتعاون مع مكاتب هندسية في المشروعات الكبرى، ما يعني أن العدد الإجمالي للمهندسين الذين نعمل معهم أكبر بكثير”.

حجم الاستثمارات التي شاركت فيها “محمد طلعت معماريون”

وعن حجم الاستثمارات التي شاركت فيها الشركة، أشار طلعت إلى أن الشركة ساهمت في مشروعات يبلغ إجمالي استثماراتها نحو 400 مليار جنيه. كما أشار إلى أن الشركة تستهدف تحقيق إيرادات أكبر خلال عام 2025، مع استمرار التوسع في المشروعات القومية. وأكد أن التركيز على المشروعات الضخمة يعكس رؤية واضحة لتعزيز دور الشركة في السوق المصري كأحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع التصميم والإشراف المعماري.

وأشاد بما حققته شركته خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن النمو الذي شهدته الشركة كان نتيجة الدعم الكبير من الدولة، بالإضافة إلى التزام فريق العمل برفع معايير الجودة والابتكار في كل مشروع يتم تنفيذه.

وأضاف: “نحن لا نسعى وراء الأرباح فقط، بل نركز على المشاركة في المشروعات المميزة التي تضيف إلى سمعة الشركة وتعزز مكانتها في السوق”. وأشار “طلعت” إلى أن الشركة تعمل كاستشارى هندسى لشركة العاصمة الإدارية الجديدة منذ إنشائها كما أنها استشارى لمشروع الحى الحكومى ومجلس الوزراء  فى العاصمة للتصميم الداخلى والأثاث ، وكذلك التصميمات الهندسية للعديد من المشروعات المعمارية للدولة ولكبار المطورين مابين مشروعات سكنية وتجارية وإدارية بمساحات متنوعة في مناطق التجمع الخامس، والعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك مناطق غرب القاهرة في مناطق زايد وأكتوبر، بالإضافة إلى المشاركة في مشروع 155 فدانًا تجاري اداري بالعاصمة أيضًا والذي يعد شراكة بين مطورين عقاريين والدولة، وكذلك  عدد من المشروعات بالتجمع الخامس.

 

مكتب “محمد طلعت معماريون”: 2024 عام استثنائي

تحدث محمد طلعت عن أداء شركته في عام 2024، مشيرًا إلى أنها حققت نتائج مبهرة واصفًا العام بأنه كان استثنائيًا. وقال إن مكتب محمد طلعت معماريون نجح في التعاون مع كيانات قوية في السوق العقاري والتعاون معها في العمل على مشروعات مميزة خلال 2024، ليصل بإجمالي عدد المشروعات المضافة لقائمة نجاحه خلال 2024 إلى  أكثر من 35 مشروعًا ما بين تصميم معماري وداخلي وإدارة  المشروعات. كما نجحت “محمد طلعت معماريون” في تحقيق التنوع في النشاط والموقع للمشروعات التي عملت عليها خلال 2024، كما أن الشركة لديها خطط للتعاون في مشروعات مستقبلية في الساحل الشمالي خلال 2025.

 

تميز “محمد طلعت معماريون” في سوق التصميم

وعن ما يميز مكتبه عن غيره من المكاتب الهندسية، أن شركته تضع التميز والابتكار على رأس أولوياتها في جميع المشاريع التي تتولاها. وأضاف أن فريق العمل يركز على تصميمات فريدة تتماشى مع طبيعة الأرض والمكان، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تقديم مشروعات مستدامة تخدم جودة الحياة للإنسان وتقلل من استهلاك الطاقة والانبعاثات الضارة، وأوضح طلعت أن شركته لا تقبل أي مشروع لمجرد العمل عليه، بل تختار المشروعات التي يرغب أصحابها في تقديم تصميمات مميزة. وقال: “نعمل فقط مع العملاء الذين يسعون للتميز، سواء كانوا أفرادًا أو جهات حكومية. حتى مع الدولة، نحن نركز على تقديم تصميمات متميزة تتماشى مع رؤية المشروع واحتياجاته، ولا نكتفي بالتصاميم التقليدية.”

وأشار إلى أن هذا النهج جعل مشروعات الشركة تتميز بتفردها وابتكارها، إذ يعتمد تصميم كل مشروع على “السياق”، وهو دراسة جميع العوامل المحيطة بالمشروع، مثل طبيعة الأرض، موقعه، والبلد الذي ينتمي إليه.

وشدد على أن النجاح في مجال الهندسة المعمارية يعتمد على المزج بين الإبداع البشري والتكنولوجيا الحديثة. وأضاف: “نحن نعيش في عصر مليء بالتحديات، ولكن مع العمل الجاد والتفكير الإبداعي، يمكننا استخدام التكنولوجيا كوسيلة لتحسين الأداء وليس كبديل. في النهاية، التصميم المعماري هو فن قبل أن يكون علمًا، وهذا الفن يحتاج دائمًا إلى لمسة إنسانية.”

وبهذه الرؤية المتوازنة، يعكس محمد طلعت منهجية فريدة تجمع بين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الهوية الإبداعية للمشروعات الهندسية.

أكد طلعت أن شركته تركز على خلق التميز في جميع المشاريع التي تعمل عليها، مشيرًا إلى أن التصميمات يجب أن تكون مبتكرة ومستدامة، وتساهم في تحسين جودة الحياة. وأضاف: “هدفنا دائمًا هو تقديم قيمة إضافية للمجتمع، سواء من خلال استخدام خامات صديقة للبيئة أو تصميم مساحات عامة تساهم في تعزيز التجربة الحياتية للمواطنين.”

 

الاستدامة في التصميم عند “محمد طلعت معماريون”

وأكد طلعت أن الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من فلسفة عمل مكتب “محمد طلعت معماريون“، موضحًا:”نعتمد على خامات صديقة للبيئة ونوظف أحدث التقنيات لتحقيق تصميمات تقلل من استهلاك الطاقة وتعزز جودة الحياة. كما نحرص على دمج المساحات الخضراء في تصميماتنا، مما يضفي جمالًا ووظائف إضافية على المشاريع، وأضاف أن التميز لا يقتصر على التصميم الجمالي فقط، بل يشمل الأداء الوظيفي والارتباط بالطابع الخاص لكل مشروع، مما يجعل كل تصميم فريدًا ومميزًا عن غيره.

 

محمد طلعت: مسجد مصر الأهم في مسيرتي المعمارية

أكد الدكتور المهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة “محمد طلعت معماريون”، أن تصميم مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة كان الأهم والأبرز في مسيرته المهنية بعالم المعمار، وأوضح أنه يعد الأكبر في العالم بعد الحرمين الشريفين، كما أن نجفة المسجد التي دخلت موسوعة جينيس من تصميم الشركة، فقد عملت الشركة كاستشاري معماري وداخلي للمسجد.

وكانت قد أقيمت يوم 17 يناير 2025 أول صلاة جمعة بعد قرار الرئيس السيسي بنقل تبعية مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى وزارة الأوقاف، وذلك في خطوة تاريخية تؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم وتطوير البنية الدعوية والعلمية في مصر، كما يأتي هذا القرار في إطار تعزيز الدور الحضاري والديني للمساجد الكبرى في مصر، ويدعم جهود الدولة في نشر الثقافة الإسلامية الرشيدة.

وأوضح أن “شركة محمد طلعت معماريون” كانت المسئولة عن التصميم الداخلي للمسجد، كما تمت إضافة بعض المهام الاستشارية فيما بعد للتصميم الخارجي لمسجد مصر، وأكد أن المسجد يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية في العاصمة الإدارية.

وأوضح “طلعت” أن المسجد لم يكن مجرد بناء تقليدي، بل مشروعًا فريدًا جمع بين التراث الإسلامي والحداثة المعمارية، باعتباره جزءًا من مشروع مركز مصر الثقافي الإسلامي، وأوضح أن جميع العناصر تم تصميمها بأسلوب يمزج بين التراث الإسلامي المصري والحداثة، وأوضح أن العمل على مشروع مسجد مصر لم يكن مجرد وظيفة، بل تجربة حياة.

كما شدد على أن مسجد مصر ليس فقط رمزًا دينيًا، بل شاهدًا على عظمة العمارة المصرية وإبداعها الذي يمتد من التاريخ إلى المستقبل. وقال “طلعت” إن مسجد مصر يعد أيقونة العمارة الإسلامية الحديثة.

تصميم مسجد مصر طراز حديث يجمع بين العباسي والمملوكي

وكشف “طلعت”، أن التصميم الداخلي والخارجي للمسجد استلهم أبرز عناصر العمارة الإسلامية في مصر، مثل الطرازين العباسي والمملوكي. مع دمج العناصر المميزة لمساجد شهيرة مثل السلطان حسن والرفاعي والمؤيد شيخ وابن طولون، إلا أننا لم نكرر التصاميم القديمة، حيث استخدمنا تقنيات مستوحاة منها سقف المسجد، على سبيل المثال.

كما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يرى أن المسجد يجب أن يكون رمزًا يعكس جمال العمارة الإسلامية المصرية، مما يعبر عن تاريخ المعمار المصري في ظل الجمهورية الجديدة التي نعيشها حاليًا.

وأوضح أنه بهذا الإبداع، يعكس مسجد مصر رؤية جديدة تعيد إحياء التراث الإسلامي بأسلوب حديث يتناسب مع مكانة مصر ودورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي، وشدد على أن مسجد مصر سيظل مشروعًا استثنائيًا يمثل قمة الإنجازات المعمارية في مصر، كما أن المسجد تحفة معمارية تزين العاصمة الإدارية، وشاهدًا على رؤية مصر الجديدة التي تجمع بين عبق التاريخ وروح المستقبل.

 

محمد طلعت يكشف أبرز تحديات تنفيذ مشروع مسجد مصر

وتناول “طلعت” الحديث عن التحديات الفنية التي واجهتهم في تنفيذ مسجد مصر، وأوضح أنه كان أبرزها تنفيذ وتعليق السقف الخشبي الضخم، والذي يزن 37 طنًا، وأضاف أنه تم تركيبه بطريقة معقدة بعد تنفيذه على الأرض، كما كشف أن الرئيس السيسي كان يتابع العملية بدقة للتأكد من سلامتها.

وأشار “طلعت” إلى صورة شهيرة تجمعه مع السيد الرئيس، حيث ترصد هذه الصورة مدى إعجاب الرئيس السيسي بالتصميم، وكذلك  اهتمامه بعوامل الأمن في تنفيذ السقف.

 

محمد طلعت: الرئيس السيسي أشرف على أدق التفاصيل في بناء مسجد مصر

كما كشف “محمد طلعت” لأول مرة عن كواليس تصميم وتنفيذ مسجد مصر، وذلك في ضوء رؤية الرئيس السيسي وأفكاره التي أثبتت نجاحها عند تنفيذ المسجد، وأكد “طلعت” ان الرئيس كان يهتم بأدق التفاصيل الفنية التي أشرف عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، حيث كشف أن اختيار موقع المسجد على أعلى نقطة في العاصمة الإدارية، أمام القصر الجمهوري، كان قرارًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تم تنفيذ رؤية الرئيس السيسي في التصميم من السقف والأبواب إلى اختيار الآيات القرآنية والزخارف الخشبية والرخامية، وأوضح أن الرئيس يتمتع بحس فني كبير وخاصة في الزخارف الخشبية نظرًا لنشأته بمنطقة الجمالية وما تشهده من آثار إسلامية رائعة.

وأشار إلى أن تنفيذ هذه الزخارف كان بالتعاون مع الهيئة الهندسية، ومصنع “إبداع”، إلى جانب وعدد من الخبراء المتخصصين في الحفر على الرخام، حيث تم تنفيذ كل التفاصيل بأعلى معايير الدقة والجودة، وأشار إلى أن المساجد الكبيرة عادةً ما يُشرف على تصميمها وتنفيذها معماريون من دول أخرى مثل تركيا وإيران، لكن العمل على مسجد بهذا الحجم والاستيعاب – الذي يتسع لـ130 ألف مصلٍ – كان شرفًا كبيرًا، خاصة أنه يمثل روح العمارة المصرية الإسلامية.

وأوضح “طلعت” ان الرئيس السيسي اختار بنفسه الآيات القرانية التي تم نقشها على جدران المسجد، وكان الرئيس يركز على أن تكون الآيات معبرة عن الهوية الإسلامية، كما كان الرئيس يهتم باختيار مكان كل آية ونوع الخط والإطار الذي يحيط بها، حيث كنا نعرض عليه كافة التفاصيل الخاصة بموقع الآية إلى الزاوية التي ستقرأ منها، وكان الرئيس يريد أن يشعر الزائر بالروحانية في كل خطوة.

وأضاف أن الرئيس كان دائمًا ما يطلب أن تكون كل العناصر متقنة وتليق بمصر، وروى “طلعت” أنه في إحدى المرات، حين قدمنا تصميمًا لسقف المسجد، اكتفى الرئيس قائلًا: “ولا كلمة.. نفذوه كما هو” في إشارة إلى موافقته التامة على التصميم، وعندما رأى الرئيس النتيجة النهائية علق قالاً: “تحفة فنية”، حيث أراد الرئيس أن يكون المسجد رمزًا إسلاميًا ومعماريًا يعكس الهوية المصرية ويليق بتاريخها، كما كان الرئيس السيسي يشدد دائمًا على ضرورة أن يكون مسجد مصر رمزًا للدولة الإسلامية الحديثة.

 

محمد طلعت: النجفة العملاقة أيقونة معمارية فريدة

وحول تصميم وتنفيذ النجفة العملاقة داخل مسجد مصر، أكد “طلعت” أنها كانت تحديًا هندسيًا ومعماريًا كبيرًا، حيث أوضح أن النجفة، تتكون من 7 طبقات مستوحاة من المشكوات الإسلامية التي زينت المساجد القديمة مثل مسجد السيدة عائشة، وتمثل “النجفة” مزيجًا من العمارة الإسلامية والابتكار الحديث، كما تعد النجفة العملاقة واحدة من أبرز معالم مسجد مصر، مما أدى إلى  دخولها موسوعة غينيس كأكبر نجفة في العالم، وأوضح طلعت أن تصميم النجفة لم يكن مجرد محاولة لتحقيق رقم قياسي، بل كان بمثابة لوحة فنية تعكس الهوية الإسلامية، وأشار إلى أن النجفة مستوحاة من النجمة الإسلامية التقليدية، إلى جانب إضافات مستلهمة من المشكوات القديمة التي كانت تزين مساجد القاهرة التاريخية، وأوضح أن تصميمها غير متماثل، مما يمنحها شكلاً مختلفًا عند النظر إليها من زوايا متعددة، حيث تتباين أحجام المربعات والزوايا، مما يمنحها شكلًا مختلفًا من كل زاوية، وعندما تقف أسفلها مباشرة، ترى تناغمًا مثاليًا بين النجفة وقبة المسجد، كما يظهر شكل النجمة الإسلامية بوضوح، وهو تصميم هندسي متقن يتناغم مع حواف القبة الرئيسية للمسجد، وأشار إلى أن النجفة معلقة باستخدام 122 سلسلة معدنية متصلة بدعامات حديدية داخل القبة، مما يضمن أمانها واستقرارها، وهي تفاصيل هندسية دقيقة تم تنفيذها بالتعاون مع خبراء من المقاولون العرب ودكاترة استشاريين متخصصين.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي كان يسأل عن كل شيء، حتى عن طريقة تعليق النجفة الضخمة، وشدد على أن اهتمامه بالتفاصيل كان دافعًا لنا لتقديم أفضل ما لدينا، مع مراعاة الدقة والجودة في كل خطوة، وأشار إلى إشادة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالدقة الهندسية والتصميمات المبتكرة، واصفًا إياها بأنها تعكس إبداعًا معماريًا استثنائيًا.

محمد طلعت رئيس مجلس ادارة شركة MAT

تفاصيل مشروع برج رافيل الأيقوني بالتجمع

أعلن المهندس محمد طلعت، عن تفاصيل مشروع معماري جديد وصفه بأنه “الأكبر من نوعه” في مصر، ، وذلك لتنفيذ مشروع عمراني جديد يحتوي على أول برج أيقوني خارج العاصمة الإدارية الجديدة، وهو برج التجمع الأيقوني الجديد في حي رافيل بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، مؤكدًا أنه سيكون نموذجًا للابتكار والاستدامة، وكشف أن المشروع يعد أكبر كومباوند في مصر، وأشار طلعت إلى أن المشروع يمتد على مساحة 1500 فدان، ويضم مزيجًا من الاستخدامات التجارية والإدارية والفندقية، بالإضافة إلى ما يقرب من 30 ألف وحدة سكنية، تتنوع بين الفيلات والشقق الفاخرة. كما يتضمن المشروع مراكز تجارية كبيرة ومستشفيات ومرافق إدارية، مما يجعله نموذجًا متكاملًا للحياة العصرية، وأوضح أن المشروع، الذي يُقام بالتعاون بين الدولة ومستثمرين أجانب، يُعد تحالفًا بين ثلاثة مكاتب استشارية هندسية “تحالف MDA الهندسي” بقيادة محمد طلعت معماريون وضياء للاستشارات الهندسية ومجموعة EFFECT للاستشارات الهندسية أيمن عفيفي .

أوضح طلعت أن المشروع يعتمد على وسائل تنقل داخلية صديقة للبيئة، حيث سيتم استخدام مركبات كهربائية وخطط لإنشاء محطة حافلات داخلية لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة. وأضاف أن المشروع يتميز بمساحات خضراء واسعة تصل إلى 60 فدانًا، تتوسطها متنزهات مفتوحة للجمهور.

وأضاف أن البرج الجديد سيقام على هيئة مسلة فرعونية مزدانة بهرم بمدخل البرج، ومن المخطط أن يشمل برج رافيل عددًا من الأنشطة، ويتكون البرج من 55 طابق؛ وسيتم تخصيص جزء من الوحدات للاستخدامات الإدارية وأخرى للتجارية، بينما سيتم تنفيذ مطعم بانوراما بالطوابق الأخيرة للبرج.

وأوضح أنه سيتم إنشاء البرج الجديد داخل حديقة مركزية تتوسط مشروع عمراني متكامل يحمل اسم رافيل، ويضم المشروع مناطق سكنية وإدارية وتجارية وترفيهية، ويجري حاليًا تنفيذ شبكة طرق داخلي متكاملة لخدمة المشروع العمراني الجديد، والذي يمتد على مساحة 1355 فدان، في موقع حيوي بالمنطقة المنحصرة بين الطريق الدائري ومحور المشير محمد علي فهمي ومحور المشير طنطاوي أمام محطة مونوريل مركز مصر للمعارض الدولية.

وتابع: الكمباوند سيضم مناطق عمارات إسكان فاخر على مساحة 215 فدان وعمارات إسكان متميز على مساحة 85 فدان ومنطقة فيلات توين وتاون على مساحة 47 فدان، وفيلات منفصلة على مساحة 37 فدان، كما يضم المشروع عددًا من المرافق والمنشآت الخدمية، حيث تقام منطقة الخدمات العامة على مساحة 9 فدان إلي جانب إنشاء موقف نقل جماعي ومنطقة مرافق ودور العبادة، ومجمع طبي على مساحة 40 فدان، كما يحتضن حي للمال والأعمال ومناطق متعددة الأغراض تصلح للأنشطة الاستثمارية والتجارية لإقامة مراكز تسوق ومناطق ترفيهية بمساحة 77.5 فدان، ويشمل منطقة للفنادق على مساحة 44 فدان.

وأكد طلعت أن المشروع يراعي أعلى معايير الاستدامة البيئية من خلال أنظمة ذكية للتحكم في استهلاك الطاقة، حيث تم تزويد المشروع بـ: محطات تكييف مركزية لتقليل استخدام وحدات التكييف الفردية. ومحطات رفع وتنقية مياه لإعادة استخدام المياه الرمادية في ري المساحات الخضراء. وإضاءة LED موفرة للطاقة. وألواح شمسية لتوفير الكهرباء بطريقة مستدامة. وأشار إلى أن تصميم واجهات المباني يأخذ في الاعتبار اتجاهات الشمس، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام أنظمة التبريد التقليدية.

كما يقع المشروع في موقع استراتيجي على تقاطع الطريق الدائري مع منطقة التجمع الخامس، مما يجعله مركزًا حيويًا يخدم سكان المنطقة والمناطق المحيطة. وأشار طلعت إلى أن البرج الرئيسي، الذي يُطلق عليه اسم ” رافيل تاور”، سيكون رمزًا معماريًا للتجمع الخامس، حيث وصفه بأنه “معلم أيقوني يتميز بتصميمه الفريد”.

وأضاف طلعت: “الهدف هو تقديم تصميم يجمع بين الحداثة والهوية المصرية، حيث تمثل القاعدة الفرعونية الجذور، بينما تأخذ الطبقات العلوية طابع العمارة الحديثة. والمشروع بأكمله يجسد مزيجًا متناغمًا بين التاريخ والمعاصرة.”

يتسم المشروع بطابع معماري فريد مستوحى من مراحل تطور الحضارات المصرية، من أول الحضارة الفرعونية حتى الطراز الحديث، حيث صُمم البرج الرئيسي في المشروع على شكل مسلة مصرية قاعدتها على هيئة هرم، مما يجسد مراحل تطور العمارة المصرية من الطراز الفرعوني إلى الطراز العربي الحديث وصولًا إلى العمارة العصرية.

وأكد على أن المشروع يُعد خطوة نحو تحقيق رؤية الدولة في تطوير العمارة المستدامة، مشيرًا إلى التوجيهات الرئاسية بتعزيز مشاريع تحافظ على البيئة وتواكب المعايير العالمية، وبهذا المشروع، تُثبت مصر مرة أخرى قدرتها على الجمع بين التاريخ والحداثة، لتقديم نموذج فريد للتطور العمراني المستدام.

 

انتشار محمد طلعت معماريون في 7 دول

وكشف “طلعت” عن انتشار أعمال شركته على مستوى عالمي، حيث ، حيث إن الشركة تتولى الإشراف الهندسى على مشروعات في 7 دول، هي: مصر، والسعودية، والإمارات، وتركيا، وجنوب أفريقيا، والكويت، وتشاد. بالإضافة إلى مشروعات أخرى يعمل عليها في الخليج وأوروبا وإفريقيا، وأوضح أن هذه المشاريع تتنوع بين المباني الإدارية، المراكز التجارية، والمشروعات السكنية، مشيرًا إلى أن لكل مشروع طابعًا خاصًا يعكس طبيعة البيئة المحلية وتوجهات العميل. وأكد طموحه في توسيع نطاق عمل الشركة ليشمل المزيد من الدول. وكشف عدد المشروعات التى نفذتها الشركة بالسوق المحلى وخارج مصر، وأكد أنها تبلغ حوالي 500 مشروع، كما أنه بلغ عدد الشركات العقارية التي عملت معها الشركة خلال الخمسة سنوات الأخيرة أكثر من 50 مطورًا عقاريًا بالعديد من المشروعات المختلفة السكنية والإدارية والتجارية وفى الكثير من المناطق المتنوعة سواء فى القاهرة الجديدة أو 6 أكتوبر والشيخ زايد والعاصمة الإدارية الجديدة.

وأضاف أن الشركة تعمل منذ أكثر من 6 سنوات بمشروعات خارج مصر وهو ما يكسب المكتب خبرات في العمل داخل مصر وخارجها ويجعله متواكبا مع التطورات في هذا المجال ؛ حيث قامت الشركة بتنقيذ مشروع سكني خارج مصر في تركيا بالتحديد، كما تشارك بمشروع تجاري إداري ضخم في الرياض بالمملكة العربية السعودية على مساحة 170 فدانًا وهو من أكبر المشروعات التي يتم تنفيذها هناك خلال الفترة الحالية ، ولفت طلعت إلى مشاركة الشركة في مشروعات بأبوظبي والكويت، والعمل على تنفيذ مشروع فندقي ومول تجاري في جنوب إفريقيا ، وتعمل  شركة “MTA”  فى الوقت الحالى على مشروع كبير بالسعودية وهو مشروع تطوير متكامل لمنطقة “ديراب” شرق الرياض على مساحة 13 مليون متر مربع ، حيث إن المشروع يستهدف إنشاء مجتمع متكامل سكنى تجارى إدارى ترفيهى يضم كل الخدمات التعليمية والصحية التى تحتاجها المنطقة وذلك من خلال التعاقد مع شركة ثمارية العقارية المالكة للمشروع، والتى تعتبر من كبرى شركات التطوير العقارى فى السعودية ، ويأتي هذا المشروع بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع آخر بالسعودية وهو مشروع “ليسن فالى” الذى يعتبر من أكبر مشروعات الرياض، حيث إن مشروع “ليسن فالى” يضم أكثر من 40 مبنى تجاريا إداريا وبرجا فندقيا مكون من 28 طابقا ومسجد كبير وحديقة مركزية وجراجات بكامل مسطح المشروع ، وتمتلك الشركة مكاتب تمثيل فى الرياض ودبى نظرا لحجم أعمالها الكبير فى الإمارات والسعودية، وتعتزم خلال الفترة المقبلة فتح المزيد من مكاتب التمثيل بدول الخليج وأوروبا.

 

التوسع في الأسواق الدولية داخل ليبيا وعمان

وعن خطط الشركة المستقبلية، أكد طلعت أنها تستهدف دخول أسواق جديدة، منها ليبيا وسلطنة عمان، حيث يجري التفاوض حاليًا على مشروعات سكنية وتجارية وإدارية في البلدين. وأضاف: “ليبيا وعمان أسواق جديدة بالنسبة لنا، ونحن نعمل حاليًا على التوسع فيها. لدينا بالفعل خبرة واسعة في أسواق أخرى مثل السعودية التي تعتبر شريكًا رئيسيًا لنا”.

 

نمو نشاط “محمد طلعت معماريون” في السعودية

وحول نشاط الشركة في السعودية، قال طلعت: “السعودية شهدت مشروعات مميزة جدًا بالنسبة لنا، بما في ذلك مشروعات بمساحات ضخمة تتجاوز تلك المنفذة في مصر. كما أن السوق السعودية منبهرة بمستوى التطوير العقاري في مصر وتسعى للاستفادة من التجربة المصرية”، وأشار إلى أن الشراكات بين المطورين السعوديين والمصريين أصبحت محورًا أساسيًا للنقاش، حيث تتمثل الشراكة في تقديم الأراضي والتمويل من الجانب السعودي مقابل تقديم الخبرات والتصميمات من الجانب المصري.

مسيرة حافلة لـ”محمد طلعت” مع المطورين

كما تحدث طلعت عن مسيرته الطويلة مع المطورين العقاريين داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أن شركته نجحت في بناء علاقات متينة مع عدد كبير منهم على مدار أكثر من 20 عامًا. وأوضح أن العمل مع المطورين يبرز عندما يتم تنفيذ أكثر من مشروع معهم، مما يعكس الثقة في جودة العمل والقدرة على تحقيق أهدافهم ، حيث عملنا مع مطورين مثل شركة بيراميدز في خمسة مشاريع، ومع شركة دبي نفذنا أربعة مشاريع، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل رياض مصر التي أنجزنا لها مشروعين. كما أن النجاح مع المطور الأول يؤدي دائمًا إلى مزيد من التعاون، وهو أمر يجعلنا فخورين. وأشار إلى تعاقد “محمد طلعت معماريون” مع العديد من أفضل شركات التطوير العقاري ؛ حيث تعاقدت مع شركه شركة Emerald للتطوير العقاري لتنفيذ  مشروعها الأول بالسوق العقاري المصري ستون كابيتال، مول متعدد الاستخدامات ( تجارى – إدارى – طبي بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يقام مشروع مشروع “ستون كابيتال” على مساحة 6600 متر مربع في أكتر المناطق تميزا، بمنطقة MU 23 بالعاصمة الإدارية ، على محور الأمل مباشرة الشريان الرئيسى لمدخل العاصمة الادارية من طريق السويس ، ويقع بين R2 و R3 أكثر الاحياء السكنية كثافة سكانية ، كما تعاقد الشركة مع شركة رمال للتطوير العقاري لتنفيذ مشروع ” WESTCLAY ” يعد واحد من أهم المشروعات السكنية في المنطقة السياحية الرابعة بمدينة 6 أكتوبر، كما تعاقدت “محمد طلعت معماريون” مع شركة دبي للتطوير العقاري لتنفيذ مشروعها السكني الثاني لوميا لاجونز بالعاصمة الإدارية الجديدة .

 

محمد طلعت: التحديات تختلف بين الحكومة والمطورين

وحول الفارق في التعامل بين مشروعات الدولة والمطورين العقاريين، أكد طلعت أن كل طرف – سواء الحكومة أو المطورين – يواجه تحديات خاصة. وأشار إلى أن مشاريع الدولة تتطلب الالتزام بمعايير محددة وتنفيذ مشاريع ضخمة بسرعة، بينما تفرض المشاريع مع المطورين قيودًا مالية واقتصادية.

وحول مميزات التعامل في مشروعات الدولة، أكد “طلعت” أن التعامل مع الحكومة يحمل طابعًا مميزًا، خاصة فيما يتعلق بسرعة تنفيذ المشاريع الكبيرة، كما أن التعامل مع الحكومة والمطورين يحمل جوانب مميزة وتحديات متباينة، لكنه أكد أن النجاح يعتمد دائمًا على تحقيق التوازن بين متطلبات العملاء ورؤية التصميم المبتكر. وقال إن أحد أبرز مميزات العمل مع الدولة هو سرعة التنفيذ. وعلى سبيل المثال، مشاريع الحي الحكومي في العاصمة الإدارية تم إنجازها في فترة قياسية. وهذه السرعة تعطي شعورًا بالإنجاز وتتيح لنا رؤية الأفكار تتحول إلى واقع.” وشدد على أن النجاح في العمل مع الدولة لا يُقاس فقط بالعائد المادي، بل بالمكاسب المعنوية والاعتبارية التي تحققها المشاريع الكبيرة. وقال: “التعامل مع الدولة يضيف إلى اسمك وزنًا في السوق. النجاح هنا يعني تحقيق شيء يفتخر به الجميع ويترك أثرًا في تاريخ العمارة والتنمية.”

وأضاف أن الحكومة تمنح المصممين مساحة أكبر للإبداع وحرية اقتراح حلول جديدة، موضحًا أن الدولة ليست مثل المطورين الذين يركزون على الربح فقط. حيث إن هدفها الأساسي هو تحقيق التنمية وخلق حياة متكاملة حول المشاريع. وهذا يفتح المجال لتصميم مساحات خضراء كبيرة، مساجد ضخمة، وحدائق مبتكرة، وهو ما قد لا يكون ممكنًا مع المطورين الذين يسعون إلى تعظيم العوائد الاقتصادية، حيث إن التركيز مع المطورين غالبًا ما يكون على تحقيق الأرباح وتعظيم الاستفادة من الأراضي والمساحات، مما قد يفرض بعض القيود على التصميمات، لكنه يمثل أيضًا تحديًا لإيجاد حلول تحقق توازنًا بين الأهداف الاقتصادية والجمالية. وضرب مثالا على ذلك قائلًا: ” أحد مشاريعنا الكبرى في الرياض، استغرق الأمر حوالي 10 سنوات لرؤية المشروع مكتملًا، بينما مع الدولة، يمكن أن يتحقق المشروع خلال عامين فقط. هذه السرعة تمثل تحديًا وفرصة في آن واحد.” وشدد على أنه سواء كنا نتعامل مع الحكومة أو المطورين، يبقى هدفنا واحدًا: تقديم مشاريع تترك بصمة مميزة وتساهم في بناء مستقبل أفضل. وبهذه الرؤية، تستمر شركة “محمد طلعت معماريون” في تقديم مشاريع معمارية تعكس الالتزام بالابتكار والجودة، مع الحفاظ على التوازن بين الأهداف الاقتصادية والتنموية.

 

محمد طلعت: العمل مع الدولة يحمل تحديات الوقت

وفي المقابل أكد طلعت أن أحد أبرز التحديات التي يواجهها خلال تنفيذ المشروعات مع الدولة هو عامل الوقت، حيث قال: “العمل مع الدولة يضعك تحت ضغط كبير لإنجاز المهام في فترات زمنية قصيرة. أحيانًا نقوم بالرسم على الورق بينما الموقع قيد التنفيذ. هذا تحدٍّ يتطلب دقة عالية وسرعة استجابة.”

وفيما يتعلق بالتحديات المالية، أشار طلعت إلى أن هناك بعض التأخيرات في صرف المستحقات، لكنها ليست مشكلة كبيرة مقارنة بالمزايا الأخرى. وأوضح: “ربما تحصل على مستحقاتك من الدولة بعد فترة أطول قليلًا مقارنة بالمطورين، لكنها في النهاية تُصرف بالكامل. في مشاريع مثل مسجد مصر أو الحي الحكومي، حصلت على مستحقاتي دون أي مشاكل.”

وأضاف أن قرار العمل مع الدولة يعتمد على فهم المكاسب غير المادية التي يمكن تحقيقها، حيث قال: “التعامل مع الدولة يمنحك فرصة لترك بصمة في مشاريع كبرى، مثل العاصمة الإدارية. هذا النوع من العمل يضيف لك قيمة معنوية وشهرة بالسوق، وهي مكاسب لا تُقدر بثمن.”

أكد طلعت أنه ليس هناك إلزام للعمل مع الدولة، حيث يمتلك الحرية لرفض أي مشروع دون أن يؤثر ذلك على العلاقة مع الجهات الحكومية. وقال: “في بعض الأحيان أعتذر عن مشاريع بسبب ضيق الوقت أو أولويات أخرى، ولا تحدث أي مشكلة. هناك الكثير من المشاريع الأخرى التي تأتي لاحقًا.”

وأشار إلى أن العاملين في المجال المعماري والهندسي يدركون جيدًا قيمة العمل مع الدولة، مضيفًا: “كل المهندسين والاستشاريين يرغبون في العمل مع الدولة رغم ما يقال. في النهاية، هذه المشاريع تضيف لهم قيمة كبيرة.”

مهمة المكتب الاستشاري

أكد طلعت أن مكاتب التصميم والاستشارات الهندسية تتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم مشروعات مميزة تخدم المطور والمستهلك على حد سواء، مشيرًا إلى أن التصميم الجيد يمكن أن يقلل التكلفة الإجمالية للمشروعات ويجعلها أكثر جذبًا للمستهلكين. وأضاف: “المهندس المعماري مسؤول عن شكل الدولة بعد 100 سنة، وعليه أن يترك بصمة إيجابية من خلال مشروعات مستدامة واقتصادية”.

وشدد طلعت على أهمية توفير حلول تخدم المستهلك النهائي مباشرة: “علينا تقديم مشروعات بأقل تكلفة وأقل استهلاك للطاقة، وفي الوقت نفسه تقديم تصميمات مبتكرة تحقق ربحًا للمطور دون رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه. دورنا كمهندسين هو سد الفجوة بين الطموحات الاقتصادية للمطورين واحتياجات المستهلكين”.

 

دور الذكاء الاصطناعي في التصميم الهندسي

وحول دور الذكاء الاصطناعي في التصميم الهندسي، أكد المهندس محمد طلعت، مستشار رئاسة مجلس الوزراء لشؤون التصميم بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية ورئيس مجلس إدارة شركة “محمد طلعت معماريون”، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من أدوات العمل في العديد من المجالات، بما فيها الهندسة المعمارية، لكنه شدد على أن هذه التقنية لا يمكن أن تحل محل الإبداع والعقل البشري في تصميم المشروعات.

وأوضح طلعت أن مكتبه بدأ بالفعل في استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، ولكن ليس في مرحلة إنتاج التصاميم النهائية، بل في تحسين العمليات المساندة. وأوضح: “نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والرسومات وتقديم خيارات تصميمية مستوحاة من مشروعات عالمية سابقة، مما يساعد على اختصار الوقت. لكنه لا يزال بعيدًا عن توليد تصاميم هندسية دقيقة تتوافق مع المتطلبات المعمارية والتنفيذية.”

وأضاف: “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم تصورًا أو فكرة، مثل صورة أولية للمشروع بناءً على متطلبات العميل. لكن هذه الصورة لا تتجاوز مرحلة الطباعة؛ فهي لا تتضمن الأبعاد، الحسابات الهندسية، أو آليات التنفيذ التي تحتاج إلى تدخل بشري وخبرة عملية.”

وأشار طلعت إلى أن كل تكنولوجيا جديدة تُطرح يُقال إنها ستؤثر على الوظائف البشرية، ولكن التجربة أثبتت أن العنصر البشري يظل أساس العملية، حيث إن الذكاء الاصطناعي أداة، لكن نجاح استخدامها يعتمد على ذكاء الإنسان في توظيفها، ولا يمكن للتكنولوجيا أن تعمل بمفردها دون توجيه بشري، والعنصر البشري هو من يطور هذه الأدوات للاستفادة منها بشكل أفضل.”

محمد طلعت: أحلم أن تكون مصر وجهة للعالم بمشروعات معمارية مميزة

تحدث المهندس محمد طلعت، عن رؤيته المستقبلية وطموحاته التي يسعى لتحقيقها في مجال التصميم المعماري، مؤكدًا أنه رغم ما حققته شركته من نجاحات، إلا أنه يشعر بأنه ما زال في بداية الطريق، وقال طلعت: “بعد 29 عامًا من العمل، أعتقد أنني حققت فقط 2% من طموحاتي. أشعر أن هناك المزيد لأقدمه، وأن ما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية. طموحي ليس له حدود، وأسعى دائمًا لتحقيق مشروعات مميزة تضع مصر على الخريطة العالمية”.

 

حلم الأبراج العالمية في مصر

كشف طلعت عن حلمه بتصميم وتنفيذ أطول برج في العالم على أرض مصر، قائلًا: “أتمنى أن أساهم في مشروع يضع مصر في صدارة العالم من حيث المعمار، مثل تصميم أطول برج في العالم. هذا ليس مجرد حلم شخصي، بل رغبة حقيقية في جعل مصر وجهة مميزة ومعروفة عالميًا بما تقدمه من مشروعات معمارية”، وأضاف: “أنا أعشق العمل في مصر، رغم خبرتي الطويلة في مشروعات دولية كبيرة بالسعودية وغيرها، لكن طموحي الدائم هو أن تكون مصر محط أنظار العالم. أحلم بمشروعات معمارية تجعل العالم كله يزور مصر لرؤية تلك الأعمال المبهرة”.

 

التطورات العمرانية في مصر

وعن التطورات العمرانية في مصر، أشار طلعت إلى أن الجمهورية الجديدة تشهد طفرة كبيرة في تصميم وتنفيذ المباني، قائلاً: “لدينا الآن العديد من المشروعات التي أصبحت بمثابة مزارات معمارية مميزة. العاصمة الإدارية وغيرها من المدن الجديدة تقدم للعالم نموذجًا متطورًا في التخطيط والتنفيذ. هذه المشروعات تؤكد أن مصر لديها القدرة على تقديم الأفضل في مجال المعمار”.

وأكد أن ما يقدمه ليس مجرد كلام، بل رؤية حقيقية مدفوعة بحبه لمصر ورغبته في أن تصبح مركزًا عالميًا للمعمار، قائلًا: “عملي في الخارج يمنحني خبرات كثيرة، لكن شغفي الأكبر هو نقل هذه الخبرات إلى مصر. أحلم بأن يرى العالم هنا في مصر معمارًا يجمع بين الإبداع والجودة، ليصبح هذا البلد وجهة لكل من يبحث عن الإلهام والإبداع”.

 

محمد طلعت: القطاع العقاري يحتاج حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية

وحول رؤيته للقطاع العقاري في مصر وأهم التحديات التي تواجهه، شدد على ضرورة وضع حلول مبتكرة لمواكبة الأزمات الاقتصادية التي يمر بها السوق، مع التركيز على دور الاستدامة والتصميمات المميزة التي تخدم المستهلك النهائي.

وأوضح طلعت أن ارتفاع أسعار الخامات وعدم استقرار سعر الصرف من أكبر العوائق التي تواجه المطورين العقاريين حاليًا. وأضاف أن ارتفاع أسعار الفائدة البنكية يجعل من الصعب على المطورين الحصول على تمويل مناسب، مما يدفعهم إلى بيع وحداتهم قبل اكتمال المشروعات لتوفير السيولة اللازمة للتنفيذ. هذا الوضع يؤدي إلى تضخم أسعار الوحدات وعرقلة حركة البيع”.

ورغم توفر الأراضي بكثرة في مصر، فإن طلعت يرى أن المشكلة الأساسية ليست في توافر الأراضي، بل في ارتفاع أسعار الخامات وصعوبة استيرادها بسبب تقلبات الدولار. وقال: “في دول مثل السعودية وتركيا، يمكن استيراد الخامات بسهولة وبأسعار ثابتة. أما في مصر، فإن الوضع مختلف، وهو ما يجعل دور المكتب الاستشاري أكبر في إيجاد حلول مبدعة للمشروعات”.

 

الاستقرار العقاري في عام 2025

وفيما يتعلق بتوقعاته للسوق العقاري في عام 2025، قال طلعت: “أعتقد أن الربع الأول من العام سيكون حاسمًا لتحديد اتجاه السوق. إذا استقر سعر الدولار، ستعود الثقة للمستهلكين، وسنشهد إقبالًا كبيرًا من المصريين العاملين بالخارج والأجانب على شراء العقارات في مصر”.

وأضاف: “على الرغم من التحديات، فإن الطلب على العقارات في مصر لن يتوقف، خاصة أن الاستثمار في العقارات يظل من أكثر الخيارات أمانًا بالنسبة للمصريين. وأتوقع أن تميل الأسعار للاستقرار خلال العام الجاري مع تقديم عروض أكثر جاذبية من المطورين”، خاصة في ظل حدة الارتفاعات التي شهدتها أسعار العقارات خلال عام 2024، والتي يصعب معها حدوث زيادة جديدة خلال العام الجاري .

ووجه “طلعت” رسالة إلى مكاتب الاستشارات الهندسية والمطورين العقاريين، قائلاً: “المسؤولية مشتركة بين الجميع. يجب على المهندسين أن يقدموا تصميمات مميزة وفعالة، وعلى المطورين أن يتبنوا هذه الأفكار لتحقيق أفضل النتائج. في النهاية، نجاح القطاع العقاري مرهون بتلبية احتياجات الناس الحقيقية”.

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *