ماذا يحدث في السودان بعد سقوط الفاشر؟.. تصاعد ميداني ومخاوف من التقسيم
ماذا يحدث في السودان؟.. سؤال يبحث عن إجابته المهتمين بالشأن السوداني خلال هذا التوقيت.
حيث يقف السودان اليوم على مفترق طرق خطير بين ثلاثة احتمالات.
الاحتمال الأول التصعيد العسكري المستمر وما يرافقه من دمار إنساني واسع.
والثاني الاستجابة للجهود الدولية والبدء في عملية سياسية توقف نزيف الحرب.
أما الاحتمال الثالث فهو الانزلاق نحو التقسيم في حال فشل كل محاولات التهدئة.
ومع غياب الحلول الوطنية الجامعة، يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من الفوضى وعدم اليقين.
وذلك ما لم تتدخل القوى الإقليمية والدولية بسرعة لتثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي واقعي.
وتشهد الساحة السودانية تحولات ميدانية وسياسية متسارعة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وذلك في تطور يصفه مراقبون بأنه سيعيد تشكيل خريطة الصراع الممتد منذ منتصف أبريل 2023، ويفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة لمستقبل البلاد.
كما تأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها السودان.
حيث تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من 30 مليون شخص من أصل 48 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة.
فيما تجاوز عدد القتلى 150 ألفًا، وارتفع عدد النازحين إلى نحو 15 مليونًا منذ اندلاع الحرب.
تصعيد ميداني في السودان يطيل أمد الحرب
ويرجح مراقبون أن يؤدي سقوط الفاشر إلى تصعيد جديد في العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
الأمر الذي يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين.
حيث أعلن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، أن “تحرير الفاشر هو بداية تحرير السودان حتى بورتسودان”.
وذلك بعد ساعات من السيطرة على المدينة، وفي إشارة إلى نية قواته التوسع نحو الشرق.
وتوعد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان باستعادة جميع المناطق التي خسرتها القوات المسلحة.
كما أكد أن القوات قادرة على قلب الطاولة في أي وقت وإعادة السيطرة على الأرض.
ويرى محللون أن التحركات العسكرية الأخيرة في إقليم كردفان، ولا سيما في مدينتي بارا والأبيض، تعزز المخاوف من انتقال المعارك إلى مناطق جديدة.
وربما إلى مشارف العاصمة أم درمان، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية والعسكرية على حد سواء.
مساعي لوقف إطلاق النار
ورغم التصعيد الميداني، لا تزال المساعي الدولية مستمرة لإقناع طرفي النزاع بوقف إطلاق النار.
وذلك استنادًا إلى الخطة التي طرحتها المجموعة الرباعية الولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والإمارات في واشنطن خلال سبتمبر الماضي.
وتقضي بإعلان هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر تمهيدًا لعملية سياسية شاملة.
لكن آمال السودانيين في انفراجة قريبة تراجعت بعد تسريبات حول تعثر التوقيع على اتفاق الهدنة.
الأمر الذي أعاد للأذهان فشل أكثر من 10 محاولات سابقة لوقف إطلاق النار منذ بداية الحرب.
خط التقسيم
وتتزايد المخاوف من أن يؤدي استمرار الحرب إلى تفكك جديد للسودان بعد انفصال الجنوب عام 2011.
وذلك وسط تعقد الأوضاع الميدانية والسياسية، خاصة في ظل تصاعد الخطاب العرقي والجهوي، واتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
ويرى محللون أن غياب الإرادة السياسية، وتعدد الولاءات المسلحة، واستمرار التدخلات الخارجية، كلها عوامل قد تدفع السودان نحو سيناريو التقسيم الفعلي إذا لم يتم التوصل إلى تسوية عاجلة وشاملة.
مواضيع متعلقة
- كم باقي على رمضان 2026.. الحسابات الفلكية تكشف أول أيامه رسميا
- افتتاح الملتقى الإحصائي الثاني للجامعات والجمعيات الإحصائية السعودية
- خطوة بخطوة.. كيفية الاستعلام عن مخالفات المرور إلكترونيا
- سامي قمصان يبدأ مهمته رسميًا مع المقاولون العرب









