أخبار

مؤتمر المناخ COP28 بالإمارات يواجه أخطار العدوان الإسرائيلي في المنطقة

أكد العديد من الخبراء وصانعي السياسات بمصر والعالم إن التغيرات المناخية هي أحد أهم الموضوعات التي يهتم به الخبراء وصانعو السياسات في مصر والعالم.

حيث تشكل تحديًا كبيرًا أمام البشرية، لما لها من آثار على التربة والمياه وصحة الإنسان واستقراره.

وذلك وفقا لأحد التقارير التحليلية، الذي تم نشره على مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية.

وتُعد التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تهدد مستقبل التنمية المستدامة، خاصة مع احتمال تزايد آثارها السلبية على النشاط الاقتصادي والموارد.

وتبذل دول العالم العديد من الجهود في ذلك ومنها على سبيل المثال مؤتمر المناخ،

ويأتي مؤتمر المناخ COP28 بدولة الإمارات العربية هذا العام في ظل ظروف وتحديات يواجها العالم ومنطقه الشرق الأوسط في ظل الحرب الإسرائيلية

وهو ما يزيد من الاعباء لتحقيق أهداف المؤتمر كما واجهت العديد من المؤتمرات السابقة العديد من التحديات والعقبات،

فمؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ عام 2022، جاء في ظل تحديات كبيرة صحية واقتصادية واجتماعية شهدها العالم جراء جائحة كوفيد١٩،

وسوف نتناولها في النقاط التالية:

أولاً: التغيرات المناخية (المفهوم والأسباب والمظاهر).

ثانيًا: آثار التغيرات المناخية (الحالية والمتوقعة مستقبلًا) ومؤشرات التغيرات المناخية.

ثالثًا: أبرز جهود وإجراءات مصر ونتائج مؤتمر المناخ COP27.

رابعًا: السياسات والتدابير والأدوات اللازمة لتخفيف تغيّر المناخ ( دور الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الأخضر، والطاقة الجديدة والمتجددة،

في التغلب على التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة ).

خامسًا: مستقبل قضية المناخ وأبرز جهود الإمارات لمواجهه التغيرات المناخية في ظل COP28

أولاً: التغيرات المناخية (المفهوم والأسباب والمظاهر)

حيث إن ما يشهده العالم من تغيرات مناخية هو أحد أهم القضايا المؤثرة على الإنسان من كافة الجوانب، على سبيل المثال لا الحصر،

تؤثر في صحته وإنتاجه وغذائه وأمنه، كما أنها تؤثر سلبًا في العدالة المناخية، وبمفهوم أوسع تُعد من مهددات الأمن القومي للدول،

ومن ثم فهي إحدى القضايا الملحة على المجتمع الدولي.

وعليه يمكن الإشارة لمفهوم التغيرات المناخية بأنها “التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس؛

حيث كان متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض حوالي 1.1 درجة مئوية في أواخر القرن التاسع عشر (قبل الثورة الصناعية)،

والهدف الآن تحقيق صافي الانبعاثات الصفري والإبقاء على الاحترار العالمي بما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية وفق اتفاق باريس”،

وأبرز أسباب التغيرات المناخية (حرق الوقود مثل الفحم والنفط والغاز الناتج عن قطاع النقل والصناعة،

وهو يُعدّ مصدر أكثر من 70 % من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، قطع وحرق الغابات…) (1) ،

كما أن نحو 40 % من الانبعاثات تأتي من عملية الهضم الطبيعية التي تحدث في الحيوانات مثل الماشية والأغنام والماعز. (2)

أبرز مظاهر التغيرات المناخية: ارتفاع درجات الحرارة، الطقس المتطرف، ارتفاع مستوى سطح البحار، انحسار الأنهار، انكماش مساحة الغطاء الجليدي،

زيادة الذوبان في معظم الأراضي دائمة ومد، تغير أنماط سقوط الأمطار، وزيادة الكوارث ذات الصلة بالمناخ كالزلازل والبراكين والأعاصير والحرائق،

وهو ما يؤثر سلبًا في صحة الإنسان، وقطاع الزراعة، والصناعة، والتجارة، والأمن الغذائي، وتتأثر إمدادات المياه سلبًا فتزداد ندرة المياه وموجات الجفاف،

كما يحدث خلل بالخريطة السياحية بالإضافة لتفاقم مشكلات وخسائر في سلاسل الإمداد العالمية، وارتفاع أسعار الغذاء.

ويأتي الارتباط الوثيق بين تغيرات المناخ وعملية التنمية المستدامة (تهدف إلى تحسـن جـودة الحيـاة في الوقـت الحـاضر بما يخـل بحقـوق الأجيال القادمـة

في حيـاة أفضـل) من خلال الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة (طاقة نظيفة بأسعار معقولة) وهو هدف هام جدًا؛

حيث أثبتت الدراسات أن قطاع الطاقة من أكبر القطاعات الملوثة للبيئة بسبب الوقود الأحفوري، والهدف الثالث عشر (العمل المناخي).

ثانيًا: آثار تغيرات المناخ (الحالية والمتوقعة مستقبلا) ومؤشرات التغيرات المناخية

إن أضرار التغيرات المناخية على كافة الأصعدة، ولكن أهمها الضرر الاقتصادي والذي يظهر من خلال المخاطر المادية،

مثل الأضرار التي تلحق بالممتلكات والاضطرابات التجارية الناجمة عن زيادة مستويات الأحداث المناخية القاسية،

ووقف أو انخفاض الإنتاجية، واضطرار الحكومات إلى إعادة توزيع الموارد الشحيحة لمواجهة التغير المناخي.

وقد أعلن صندوق النقد الدولي أن الكوارث المناخية في الشرق الأوسط ووسط آسيا شردت سبعة ملايين شخص،

وأسفرت عن أكثر من 2600 حالة وفاة، وأحدثت أضرارًا مادية بقيمة ملياري دولار. وتؤكد الدراسات أن الكوارث المناخية تقلل النمو الاقتصادي السنوي

بنسبة 1-2 نقطة مئوية للفرد، كما تسببت الكوارث في خسارة دائمة بمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى دون الإقليمية بنسبة 5.5 نقطة مئوية.(3)

أما النتائج المتوقعة في ظل التغيرات المناخية فتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي تغيّر المناخ بحياة 250 ألف شخص في السنة

خلال الفترة (2030 -2050) ووفقًا للدراسات والأبحاث العالمية تم التوقع بوصول حجم خسائر الاقتصاد العالمي نتيجة التغيرات  (4)،

لنحو23 تريليون دولار بحلول عام 2050. كما قدرت الدراسات أن تكلفة تكيف الدول النامية مع التغيرات المناخية ستصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2030. (5)

وفي السياق نفسه أعلن مركز التنبؤ بالمناخ الأمريكي عن احتمالات تتخطى 90% بأن ظاهرة “إل نينيو” ستحدث في عام2023.

ويمكن لهذه النوبات، التي تقع كل عدة أعوام، أن يترتب عليها طقس حار وجاف في أستراليا، وحرائق غابات في إندونيسيا، وأمطار بمنطقة شرق أفريقيا

التي تعاني الجفاف، وموسم أخف حدة من أعاصير الأطلسي، والعواصف الثلجية الشتوية بشمال شرق الولايات المتحدة، والحرارة المميتة للشعاب المرجانية.

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *