تريند

قصة الأسيرة إسراء جعابيص.. تميمة فلسطينية شاهدة على الوحشية الإسرائيلية

إسراء جعابيص، أو “الأسيرة إسراء”، تعد أشهر الأسيرات الفلسطينيات اللاتي تم تحريرهن أمس

وذلك ضمن اتفاقية تبادل الأسري بين المقاومة الفلسطينية بغزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

حيث تستحق الأسيرة إسراء كل هذا الاحتفاء العالمي بها بعد 8 سنوات من الظلم والمعاناة القاسية.

بدأت قصة “جعابيص” في مشهد يتنافى مع الإنسانية التي لا تعرفها دولة الاحتلال

إمرأة تحترق أمام أعين الشرطة الإسرائيلية وتستغيث بهم دون أن يتجرك لهم ساكنًا لإنقاذها.

وبدلاً من كونها ضحية حادث ساقها القدر إليه تحولت إلى متهمة وفقا لبروتوكولات حكماء صهيون الغاشمة.

ولأنها فلسطينية فقد قررت قوات الاحتلال عدم التوجه بها إلى المستشفى، بل إلى الاعتقال والسجن.

من هي إسراء جعابيص أو “الأسيرة إسراء”

تحمل الفلسطينية الأسيرة إسراء جعابيص التي تم تحريرها أمس هوية القدس.

كما تبلغ من العمر 37 عامًا، فهي من مواليد 22 يوليو 1986 بمنطقة جبل المكبر، بالقدس.

وكانت تبلغ من العنر وقت إعتقالها الظالم من الشرطة الإسرائيلية 29 عامًا أي منذ 8 أعوام.

وقبل اعتقالها كانت إسراء جعابيص متزوجة ولديها ولد يدعى “معتصم” وكان عمره 6 أعوام والآن يبلغ 14 عامًا.

وكانت تدرس إسراء في السنة الثانية بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس في تخصص التربية الخاصة.

كما عملت قبل اعتقالها مع المسنين، إلى جانب المشاركة في الفعاليات الترفيهية في المدارس والمؤسسات.

قصة جعابيص يوم الاعتقال

كان اليوم المشهود في 11 أكتوبر من عام 2015، عندما كانت إسراء في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس.

حيث كانت تعمل في مدينة القدس، ووقت الحادث كانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها.

ومن ضمن تلك الأغراض كانت تحمل معها أنبوبة غاز فارغة وجهاز تِلفاز في سيارة.

وقبل وصولها إلى حاجز الزعيم بأكثر من 1500متر تعطلت السيارة قرب مستوطنة معاليه أدوميم.

ولأنها كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة حدث “ماس كهربائي” وانفجرت الوسادة الهوائية في السيارة .

مما أسفر عن اشتعال النيران داخل السيارة، وأصيبت “إسراء” بحروق بالغة”.

وعندها هرعت “جعابيص” من السيارة لطلب النجدة وإنقاذها كأي سيدة عادية في هذا الموقف الصعب.

كما طلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين القريبين من مكان الحادث.

ولكن بقلوب قاسية وقف أفراد شراطة الاحتلال يشاهدونها تحترق دون أي شفقة إو إنسانية.

ولأنهم أشد الناس جبنًا قاموا بإحضاء المزيد من رجال الشرطة والقوات وإعلان حالة من الاستنفار.

حيث فسر الجبناء أنها تقوم بعملية فدائية ضدهم بغرض تفجير نفسها فيهم لاستهدافهم.

اتهامات ظالمة للأسيرة إسراء من قوات الاحتلال

وادعت المخابرات الإسرائيلية أن إسراء جعابيص كانت تقوم وقتها بتنفيذ عملية استهداف للجنود الإسرائيلية.

وذلك على الرغم من أن التحقيقات كشفت أن أنبوب الغاز لم ينفجر بل أن الإنبوب كان فارغًا من الأساس.

كما ان الذي أحدث الانفجار هو الوسادة الهوائية التي يتم وضعها في السيارة لتجنب الاصطدام وقت الحوادث.

حيث منع تشغيل مكيف السيارة حدوث إنفجار في زجاج الأبواب.

وعلى إثر ذلك قام الاحتلال الغاشم باعتقال “إسراء جعابيص”.

كما وجهوا لها اتهامات عديدة، أبرزها محاولة تنفيذ عملية وقتل يهود بتفجير أنبوبة غاز، رغم عدم إنفجارها لأنها فارغة.

وقاموا بالتحقيق معها داخل المستشفى نظرًا لسوء حالتها الصحية الناتج عن الاحتراق .

كما بنوا إتهاماتهم لها على أساس بعض العبارات المناضلة لها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”

واستمرت المحاكمة الإسرائيلية الظالمة والكاذبة لمدة عام كامل.

وفي أكتوبر 2016 تم الحكم على إسراء جعابيص بالسجن لمدة 11 عامًا، وسداد غرامة مالية 50 ألف شيكل.

كما شملت العقوبات سحب الاحتلال بطاقة التأمين الصحي منها.

وكذلك منع الزيارة عنها من ذويها وخاصة ابنه.

ومع الوقت انتشرت قصة إسراء جعابيص بين الأوساط العالمية .

حتى تم شن حملة للمطالبة بإطلاق سراحها وعلاجها في يناير 2018، للضغط على إسرائيل وفضح وحشيتهم.

كما تمت الحملة بلغات مختلفة للوصول بها إلى أقصى إنتشار من جانب النشطاء والمهتمون بالقضية الفلسطينية.

واستمرت الحملة حتى قامت المؤسسة الدولية للتضامن مع الاسرى” تضامن” بتبني حملتها في 2021.

وكشفت الحملة أن الأسيرة إسراء تحتاج 8 عمليات عاجلة في عينيها ووجهها.

كما تسبب الحريق في تآكل معظم أصابعها، مما يجعلها لا تستطيع تناول الطعام.

حيث يحتاج علاجها سنوات طويلة من التأهيل الجسدي والنفسي معًا.

أول تصريح من إسراء جعابيص بعد الإفراج عنها

ورغم كل هذه المعاناة كانت أول تصريح من “جعابيص” بعد الإفراج عنها أنها تخجل من الفرح.

حيث تسير القضية الفلسطينية في عروقها مجرى الدم، وترفض الاحتفال وفلسطين جريحة – على حد قلها-.

كما كشفت عن تعرضها وزميلاتها في السجون الإسرائيلية للضرب والقمع والتنكيل بهن.

حيث عبرت عن الوحشية الإسرائيلية قائلة إن فتيات فلسطينيات صغيرات السن تعرضن لممارسات لا توصف في سجون الاحتلال.

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *