في تجربة حديثة.. تخلص من التدخين بالسجائر الإلكترونية

كشفت تجربة حديثة عن أهمية السجائر الإلكترونية في المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
وذلك من خلال تجربة أجريت مؤخراً على عينة شملت أكثر من 1200 مدخن.
وأظهرت التجربة أن المنتجات البديلة مثل السجائر الإلكترونية تساعد في تحسين معدلات الإقلاع .
وذلك دون التسبب بانعكاسات تفاقم المخاطر الصحية بعد فترة 6 أشهر من الانخراط ببرنامج الإقلاع.
تجربة تكشف دور السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين
وأجرى الباحث في معهد طب الأسرة في جامعة برن في سويسرا، ريتو أوير، بالتعاون مع فريقه، تجربة سريرية عشوائية كبيرة ومفتوحة ومتعددة المراكز.
حيث اختبر فيها فعالية وسلامة المنتجات البديلة كالسجائر الإلكترونية على المدى القصير عند تزويد المدخنين البالغين بها.
ممن يعتزمون الإقلاع عن التدخين، وذلك في إضافة جديدة ضمن برنامج الإقلاع التقليدي الذي يتبعونه.
على أن يتم ضم المنتجات البديلة لأساليب المساعدة التقليدية في الإقلاع عن التدخين ضمن برامج الاستشارات السلوكية المعتادة.
وقد اتسمت التجربة بمعايير تسجيل واسعة النطاق لتعزيز قابلية تعميم النتائج.
حيث شهدت في مجرياتها قيام المشاركين بها بتحديد موعد للإقلاع عن التدخين في غضون 3 أشهر من التسجيل فيها.
كما تلقى نصف المشاركين البالغ عددهم 1,246 مشاركاً، مجموعة من المنتجات البديلة من السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة الشحن
وذلك على عكس الأجهزة التي تستخدم لمرة واحدة والتي تهيمن الآن على سوق الولايات المتحدة.
حيث تلقى المشاركين السجائر الإلكترونية مجاناً وبشكل عشوائي.
إلى جانب عبوات من السائل الإلكتروني المجاني، تكفي للاستخدام لمدة 6 أشهر.
وذلك في الوقت الذي منح فيه المشاركين حرية اختيار تركيز ونكهات عبوات النيكوتين.
نتائج مبهرة في التخلص من التدخين
كما تلقى كل من المشاركين في مجموعة التدخل وأولئك في مجموعة الرقابة، مشورة قياسية متعارف عليها للإقلاع عن التدخين بقيادة ممرضات.
وبما تضمن علاجاً اختيارياً ببدائل النيكوتين، من خلال زيارة مكتبية واحدة متبوعة بخمس مكالمات هاتفية.
كما تم تقييم النتائج بعد 6 أشهر، وشملت مقاييس الفعالية ولاسلامة والصحة.
وذلك من خلال استخدام سجائر التبغ التقليدية العاملة بالاحتراق، والسجائر الإلكترونية، والعلاج ببدائل النيكوتين، وقياس أعراض الجهاز التنفسي.
وقد سجلت التجربة عدداً من المقلعين بشكل تام ومؤكد كيميائياً حيوياً خلال 6 أشهر كنتائج أولية.
وذلك بما نسبته 28.9% من مجموعة التدخل، و16.3% من مجموعة الرقابة بمعدل مخاطر نسبية بلغ 1.77%.
مع فترات ثقة في التجربة على مستوى ما نسبته 95%، بمعدل 1.43 إلى 2.20.
كما أظهرت التجربة أن إضافة المنتجات البديلة كالسجائر الإلكترونية ضمن برنامج الإقلاع التقليدي، أدى إلى تحسين معدلات الإقلاع عن التدخين.
وذلك دون تفاقم المخاطر الصحية بعد مرور مدة 6 أشهر.
كما تتوافق هذه النتائج مع نتائج تحديث مراجعة كوكرين المنهجية للسجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين لعام 2024.
وهي المراجعة التي تعتبر بمثابة قاعدة بيانات تشمل المراجع المنهجية والتحليلات التلوية التي تلخص وتفسر نتائج البحوث الطبية.
وكانت التحليلات التلوية للتجارب العشوائية قد أظهرت أن السجائر الإلكترونية أكثر فعالية من العلاج ببدائل النيكوتين أو الاستشارة السلوكية التقليدية.
كما أنها تسببت في الحد الأدنى من المخاطر على المدى القصير.
استبدال السجائر التقليدية بالإلكترونية
وفي سياق متصل، فقد كانت الانعكاسات السلبية الخطيرة قليلة ومتشابهة في المجموعتين.
فيما أبلغت مجموعة التدخل عن أعراض تنفسية أقل من ما أبلغت عنه مجموعة الرقابة خلال في 6 أشهر.
وقد أبلغت مجموعة التدخل عن امتناع أكبر عن استهلاك التبغ.
ولكن الامتناع عن استهلاك النيكوتين لديها أقل مما أبلغت عنه مجموعة الرقابة في 6 أشهر.
وذلك لأن غالبية المشاركين في مجموعة التدخل الذين أقلعوا عن تدخين السجائر التقليدية استمروا في استخدام السجائر الإلكترونية.
وكانت النسبة المئوية للمشاركين الذين أقلعوا عن التدخين متغيرة في نهاية فترة التجربة العلاجية.
حيث تم توفير السجائر الإلكترونية مجاناً لمدة 6 أشهر.
ولا يمكن للتجربة تقييم المدة التي سيستمر فيها استخدام السجائر الإلكترونية بعد انتهاء الاستخدام.
ولا ما إذا كانت الفعالية الهامشية للسجائر الإلكترونية على الرعاية القياسية ستستمر.
كما يخطط المؤلفون لمتابعة المشاركين لمدة 5 سنوات، مما سيعزز قدرتهم على معالجة أية أسئلة في العمل المستقبلي.
وبالرغم من نتائج هذه الدراسة المبشرة والواعدة، إلا أن هذه المنتجات لا تزال مثار جدل في أوساط مجتمع الطب والصحة العامة.
وذلك رغم توافر منتجات التبغ وأنظمة توصيل النيكوتين في السوق منذ أكثر من عقد من الزمان.
كمنتجات استهلاكية في الولايات المتحدة، وفي أوروبا وإن كان على نحو أقل إلى حد ما.
أدلة علمية على خطورة السجائر التقليدية
وقد أسفرت العديد من الدراسات والأبحاث عن إحداث منعطف تاريخي هام في ما يتعلق بالمنتجات البديلة، ومنها السجائر الإلكترونية.
حيث أثبتت الأدلة العلمية واسعة النطاق صحة الادعاءات بأن هذه المنتجات البديلة هي أقل خطورة من السجائر التقليدية العاملة بالاحتراق.
وذلك لأنها تنتج مواد كيميائية ضارة أقل بنسبة 95% ، وهو ما دعمته العديد من الدراسات والمراجعات التي أجريت من قبل وزارة الصحة في المملكة المتحدة وكلية الأطباء الملكية في لندن.
كما أن هناك فرصة أكبر بنسبة 60% للإقلاع عن التدخين لدى تبني هذه المنتجات البديلة.
وذلك مقارنة بمنتجات النيكوتين الأخرى، كلصقات النيكوتين أو الأدوية أو غيرها من العلاجات البديلة.

دراسة في لندن عن السجائر الإلكترونية
كما توضحه دراسة أجراها مستشفى ومعهد وولفسون التابع لجامعة الملكة ماري في لندن.
وفي ها الإطار، علقت الدكتورة نانسي ريغوتي بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن وأستاذة الطب في كلية الطب في جامعة هارفارد.
وذلك في مقال طبي مختص، تم نشره في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين”، وهي مجلة طبية مرموقة.
حيث قالت إن عبء الأمراض المرتبطة باستهلاك التبغ أكبر من أن نتجاهل الحلول المحتملة الواعدة كالمنتجات البديلة مثل السجائر الإلكترونية.
كما أضافت: لقد حان الوقت للمجتمع الطبي بأن يدرك ويعترف بهذا التقدم، إلى جانب تبنيه وإضافة السجائر الإلكترونية إلى لائحة البدائل المساعدة في الإقلاع عن التدخين.
كذلك، فإنه على الأطباء الاستعداد للانخراط في مناقشات بناءة حول مخاطر وفوائد السجائر الإلكترونية مع مرضاهم المدخنين والتوصية باختبار وتجربة هذه المنتجات في الحالات المناسبة.
كما أنه يجب على هيئات الصحة العامة الأمريكية والجمعيات الطبية المهنية إعادة النظر في مواقفها الحذرة بشأن اعتماد المنتجات البديلة كوسيلة للإقلاع عن التدخين.
ويشير الباحث المعني بالتجربة إلى نتائج مقال آخر نشر في ذلك العدد من المجلة، والذي قدم بيانات وأدلة إضافية جديدة إلى تلك الموجودة بالفعل.
مواضيع متعلقة
- حكيم باشا الحلقة 27.. حكيم يكتب القصر لابنه
- دعاء اليوم الخامس عشر من رمضان 2025
- بث مباشر لاس بالماس ضد ديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني
- كيف يمكن التسجيل في انستا باي بمصر؟