علاء الشيخ: التعافي الاقتصادي على شكل حرف K يعيد رسم خريطة الاستثمار العقاري عالميًا
أكد علاء الشيخ، الخبير العقاري، أن العالم يشهد اليوم واحداً من أكثر أنماط التعافي الاقتصادي تعقيداً، وهو التعافي على شكل حرف K.
حيث أنه لا يعكس سرعة الخروج من الأزمات بقدر ما يكشف التباين الحاد بين فئات المجتمع، وهو تباين ينعكس بصورة مباشرة على سوق العقارات.
كما أشار إلى أن هذا النمط أصبح عاملاً حاسماً في تحديد نوعية الطلب واتجاهات المستثمرين، سواء داخل مصر أو خارجها.
التعافي على شكل حرف K
وأوضح الشيخ أن التعافي على شكل حرف K يعني عملياً أن جزءاً من الاقتصاد يصعد بقوة.
مدعوماً بارتفاع الأصول واستفادة الشركات الكبرى من موجات التضخم والأسواق المالية.
بينما يتراجع جزء آخر يتضمن أصحاب الدخل الثابت والطبقات الوسطى التي تتآكل قدرتها الشرائية.
وهذا الانقسام، بحسب الشيخ، لا يظل حبيس المؤشرات الاقتصادية، بل ينساب إلى صميم سوق العقارات.
فيعيد توزيع القوة الشرائية ويغير شكل الطلب الحقيقي، ويحول العقار إلى ساحة تُظهر الفجوة الاقتصادية بوضوح أكبر.
كما أشار الشيخ إلى أن الأسواق العالمية قدّمت خلال السنوات الأخيرة نموذجاً صارخاً لهذا النمط.
إذ ارتفع الطلب على العقارات الفاخرة في مدن مثل دبي ولندن وميامي وسنغافورة بصورة استثنائية، مدفوعاً بالشريحة الصاعدة من حرف K.
وهي فئة المستثمرين وأصحاب الثروات التي تبحث عن أصول صلبة تحفظ قيمتها في ظل موجات التضخم العالمي.
تراجع الطلب على العقارات الاقتصادية
وفي المقابل، تراجع الطلب على العقارات الاقتصادية والمتوسطة في أغلب الدول.
حيث واجهت الطبقة المتوسطة ضغوطاً معيشية شديدة وارتفاعاً في تكاليف التمويل.
ما دفعها إلى الميل نحو الإيجار بدلاً من الشراء.
وأكد الشيخ أن مصر ليست بمنأى عن هذه التحولات، بل تعد نموذجاً واضحاً للتفاعل مع التعافي على شكل K.
فبينما تتراجع القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المستهلكين المحليين، يظل الطلب العقاري في مصر قوياً بفضل الفئة الصاعدة من المستثمرين.
وذلك سواء من داخل البلاد أو من المصريين العاملين بالخارج الذين استفادوا من قوة العملات الأجنبية مقارنة بالجنيه المصري.
وقد أدى ذلك إلى إعادة توجيه الطلب نحو المدن الجديدة والمشروعات الساحلية والعاصمة الإدارية والمشروعات الفاخرة التي تقدم قيمة استثمارية أعلى.
بينما تقلصت قدرة الطبقة المتوسطة على امتلاك وحدات سكنية بالمعايير التقليدية التي اعتادت عليها لسنوات.
وأوضح الشيخ أن هذا النمط يدفع المطورين العقاريين إلى إعادة صياغة استراتيجياتهم، ليس فقط من ناحية نوعية المنتج العقاري.
بل أيضاً من حيث آليات التمويل وفترات السداد وهيكل العروض.
كما أشار إلى أن الطلب في مصر أصبح يتحرك في اتجاهين متعاكسين: الأول وحدات صغيرة ومدروسة تستهدف الشرائح الأكثر تأثراً الأزمة.
والثاني وحدات فاخرة تستقطب المستثمرين المحليين والدوليين الذين يبحثون عن التحوّط من التضخم وضعف العملات.
وأضاف أن المصريين بالخارج باتوا يمثلون ركيزة أساسية لدعم مبيعات السوق.
وأن الطلب الأجنبي بدأ يتحرك بصورة ملحوظة بسبب الفجوة الكبيرة بين أسعار العقار في مصر ونظيراتها في المنطقة.
الشيخ يحذر من استمرار التعافي على شكل K دون تدخلات اقتصادية واجتماعية
كما حذر الشيخ من أن استمرار التعافي على شكل K دون تدخلات اقتصادية واجتماعية قد يؤثر على توازن السوق على المدى الطويل.
وأكد أن العقارات ستظل ملاذاً آمناً، لكن استدامة النمو تستدعي توسيع قاعدة الطلب الحقيقي وتحسين قدرة الطبقة المتوسطة على التملك.
وذلك لأنها المحرك الرئيسي لاستقرار أي سوق عقاري.
ودعا الشيخ إلى ضرورة إطلاق مبادرات تمويلية مبتكرة، وتقديم منتجات عقارية تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية.
وتطوير آليات استهداف دقيقة لفئات المستثمرين في الداخل والخارج.
وأكد الشيخ أن سوق العقارات المصري، رغم الضغوط، ما يزال يمتلك فرصاً استثنائية.
خاصة في ظل التحولات العمرانية الضخمة التي تشهدها الدولة.
كما مؤكداً أن فهم طبيعة التعافي على شكل K أصبح شرطاً أساسياً لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة.
وأن العقار سيظل في مقدمة الأدوات القادرة على حماية الثروة وتحقيق عوائد مستقرة.
وذلك في عالم تتسع فيه الفجوات الاقتصادية وتتسارع فيه دورات الأزمات.
مواضيع متعلقة
- محمد علوي: مصر على بُعد خطوة لتصبح قوة اقتصادية عظمى
- “ÈLM” للتطوير العقاري تتعاون مع “CCC Egypt” لتنفيذ مشروع “ÈLM Tree” بمدينة 6 أكتوبر بقيمة 3.5 مليار جنيه
- “مصر إيطاليا العقارية” تعرض تفاصيل المرحلة الثانية من “كان ليمون” في مشروع “كاي السخنة”
- “التجاري الدولي” يمنح قروض تمويل عقاري للوحدات السكنية من “المجتمعات العمرانية”






