شيخ الأزهر: أدب الاختلاف ضرورة لوحدة المسلمين ومواجهة الفتن

وفاء عبد الفتاحالإثنين 3 مارس 2025

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أهمية ترسيخ أدب الاختلاف والاحترام المتبادل بين المذاهب وأصحاب الرأي.

مشدد على أن فقدان هذا الأدب أدى إلى تشتت الأمة وضياع وحدتها.

كما أوضح أن هذا المبدأ كان محور الاتفاق خلال مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي.

وخلال الحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب” أوضح شيخ الأزهر أن الخطوة الأولى لتحقيق الوحدة هي وقف التنابز والاتهامات المتبادلة بين الفرق والمذاهب.

كما أكد أن هذه الخلافات المصطنعة تؤدي إلى العداء بين أبناء الأمة الواحدة.

وأشار إلى أن إذكاء الفتن بين السنة والشيعة يخدم مصالح الأعداء الذين ينتهجون سياسة “فرق تسد”.

كما حذر من أن خروج الخلاف المذهبي عن إطاره الفكري يؤدي إلى نتائج خطيرة.

وأضاف الإمام الأكبر أن الأمة الإسلامية لديها العديد من المقومات التي تعزز وحدتها، بدءًا من الجغرافيا المشتركة واللغة الواحدة إلى العقيدة المشتركة.

و شدد على أن المسلمين، الذين يزيد عددهم على مليار ونصف، يجمعهم الإيمان بإله واحد، وعبادة واحدة، وقرآن واحد لم يختلفوا فيه.

وأكد أن التوجيهات الدينية تدعو إلى الوحدة، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: “من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، فلا تخفروا الله في ذمته”.

كما أوضح شيخ الأزهر أن أعداء الأمة لا يرغبون في وحدة المسلمين، لأنهم يدركون أن وحدتهم ستكون مصدر قوة.

لذا يسعون لإبقائهم في حالة ضعف وانقسام. وأشار إلى أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو التوحد في مواجهة القضايا الكبرى.

أما عن دور الأزهر في الحوار الإسلامي-الإسلامي، فقد أكد الإمام الأكبر أن الأزهر كان سباق في هذا المجال.

وأشار إلى تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية منذ عام 1949، بالتعاون مع الشيخ محمود شلتوت.

والمرجع الشيعي محمد تقي القمي، والتي استمرت حتى عام 1957 وأصدرت تسعة مجلدات تضمنت أكثر من 4000 صفحة من الأبحاث والمناقشات.

وكشف عن مساعٍ لإحياء هذا الدور من جديد، لكن هذه المرة على أساس من المصارحة والأخوة.