زيارة ترامب للسعودية.. حكاية تحالف بدأ على متن سفينة وتحكمه ملفات النفط والأمن بين واشنطن والمملكة

زيارة ترامب للسعودية.. يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، المملكة العربية السعودية، في محطة تعيد التذكير بتاريخ طويل من العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض امتد لأكثر من ثمانية عقود.
بدأها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت في عام 1945، حين التقى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في لقاء تاريخي على متن السفينة الحربية الأمريكية “كوينسي”، والتي رست حينها في قناة السويس.
زيارة ترامب للسعودية
كما وصفت الزيارة وقتها بالمفصلية أرست أسس تحالف استراتيجي بين البلدين.
ارتكز على أمن الطاقة واستقرار منطقة الشرق الأوسط، واستمرت تداعياته لتشكّل جزءًا جوهريًا من السياسات الأمريكية في المنطقة حتى اليوم.
وتحت عنوان “في السراء والضراء”، وثقت وكالة “رويترز” عبر تقرير تحليلي أبرز محطات الزيارات الرسمية التي قام بها عدد من رؤساء الولايات المتحدة للسعودية.
أكبر مصدر للنفط عالميًا، وواحدة من الدول المحورية في السياسة الإقليمية.
كان اللقاء الأول بين روزفلت والملك عبدالعزيز في فبراير 1945، مناسبة لمناقشة أبرز القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبحسب أرشيف الحكومة الأمريكية، أكد الملك عبدالعزيز آنذاك رفض العرب القاطع التنازل عن أراضيهم، وهو موقف ظل ثابتًا على مدار عقود من النزاع.
في عام 1974، وبعد حظر نفطي فرضته المملكة إبان حرب أكتوبر 1973، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون السعودية.
في محاولة لاحتواء التوترات التي أثارها دعم واشنطن لإسرائيل.
زيارة ترامب للسعودية.. تاريخ زيارات روؤساء أمريكا
كما جاءت الزيارة إلى جدة، حيث سعى نيكسون لإصلاح العلاقات التي تضررت بفعل تداعيات الحرب وأزمة الطاقة العالمية.
وفي عام 1978، زار الرئيس جيمي كارتر الرياض والتقى بالملك خالد، وتركزت المحادثات على الدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية.
ورغم الجهود، لم تحقق تلك المبادرات اختراقًا جوهريًا في القضية.
أما الرئيس جورج بوش الأب، فزار المملكة مرتين؛ الأولى عام 1990 بعد غزو العراق للكويت، والثانية عام 1992.
كما تمركزت المباحثات مع الملك فهد حينها حول ضمان استقرار الخليج، مع نشر قوات أمريكية في المنطقة لمنع توسع العمليات العراقية.
وخلال زيارة الرئيس بيل كلينتون في 1994، ظل الهاجس الأمني حاضرًا، خصوصًا مع استمرار تهديدات العراق.
كما أبرمت السعودية صفقات تسليح ضخمة مع شركات أمريكية في ذلك الوقت.
في عهد جورج دبليو بوش، شهدت العلاقات دفعة جديدة، خصوصًا مع توقيع اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية عام 2008.
في ظل تزايد النفوذ الإيراني بعد الغزو الأمريكي للعراق.
على النقيض، اتسمت علاقات الرئيس باراك أوباما بالمملكة بنوع من الفتور، رغم زياراته الأربع خلال فترتي ولايته.
كما شكل الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 أحد أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين، لما له من تأثير مباشر على موازين القوى في المنطقة.
وفي عام 2017، شهدت زيارة دونالد ترامب للمملكة تحولات لافتة في الشكل والمضمون.
حيث لقي استقبالًا رسميًا لافتًا، تخللته مراسم تقليدية أبرزها رقصة السيف، فضلًا عن توقيع اتفاقيات تتجاوز قيمتها 110 مليارات دولار في مجال التسليح.
كما دشن ترامب والملك سلمان “مركز اعتدال” لمكافحة الفكر المتطرف، في خطوة عكست تحولًا استراتيجيًا في إطار الشراكة الأمنية والفكرية.
أما جو بايدن، فقد زار المملكة في عام 2022 وسط أجواء يشوبها التوتر، انعكست على طريقة الاستقبال وتفاعلات الزيارة.
في ضوء ملفات خلافية تتعلق بحقوق الإنسان، وأسعار الطاقة، والاتفاق النووي الإيراني.
مواضيع متعلقة
- من هو السعودي حميدان التركي؟.. قضى 19 عامًا من السجن في أمريكا
- خسائر انقطاع الكهرباء في اسبانيا.. البلاد تتكبد 44 مليار يورو وتحرك عاجل من الملك والحكومة
- تجدد حرائق إسرائيل رغم إعلان السيطرة… الاحتلال يستغيث
- منظومة ثاد تصاب في مطار بن جوريون.. هل فقدت أمريكا هيبتها الدفاعية؟