د.محمد رزق: كيف يواكب القطاع العقاري تطلعات الأجيال الشابة في مدن المستقبل

أكد الدكتور محمد رزق، رجل الأعمال وعضو حزب مستقبل وطن، ورئيس مجلس إدارة شركة ERG للتطوير العقاري، بأن ملامح مدن المستقبل لن تُرسم وفق ما اعتدناه من معايير تقليدية في التصميم العمراني.
بل ستبنى استنادًا إلى تطلعات جيل جديد يعيد تعريف مفهوم “العيش” نفسه.
كما قال محمد رزق إن هذا الجيل – الذي نشأ وسط ثورة رقمية وبيئية واجتماعية – لا يبحث عن مسكن بقدر ما يبحث عن بيئة حياتية متكاملة.
وأشار إلى أن التغيير في سلوك المستهلكين الشباب أصبح أكثر سرعة وعمقًا من قدرة كثير من المطورين العقاريين على المواكبة.
وأضاف “رزق” أن الأجيال الشابة تطالب اليوم بمستوى أعلى من المرونة، الذكاء التكنولوجي، والارتباط بالقيم البيئية.
كما أكد أن المدن الذكية التي تعتمد على بنية تحتية رقمية، ومناطق تفاعلية، وتكامل بين العمل والترفيه، لم تعد رفاهية بل ضرورة ملحّة.
وأوضح أن على المطورين أن يتبنّوا منظورًا جديدًا يجعل من المشروع العقاري تجربة معيشية.
حيث تبدأ من فهم أسلوب حياة المستخدم، وليس فقط من دفتر التصميم.
د.محمد رزق: العقار مساحة لطموح الجيل الصاعد
وأشار الدكتور رزق إلى أن الجيل الصاعد لا يرى العقار كمجرد مبنى أو وحدة سكنية.
بل كمساحة تحتضن طموحه في العمل، وتوفّر له بيئة رقمية فعالة، وتمنحه شعورًا بالانتماء المجتمعي.
كما قال: “الشباب اليوم يختار مسكنه كما يختار تطبيقًا على هاتفه – يبحث عن تجربة سلسة، متكاملة، تتوافق مع نمط حياته الرقمي، وتدعم مرونته في العمل والتنقل والعيش.
وذكر أن المدن التقليدية التي ترتكز على مراكز العمل المنفصلة عن مراكز السكن لم تعد مناسبة لأسلوب الحياة الحديث.
كما أكد أن التوجه نحو مفاهيم مثل “المدن المصغّرة” أو ما يعرف بـ 15-Minute City، أصبح مطلبًا أساسيًا.
وقال: “في مدن الغد، كل شيء يجب أن يكون في متناول اليد خلال 15 دقيقة، مثل العمل، التعليم، الصحة، الترفيه، وحتى المساحات الخضراء .
وهذه ليست رفاهية، بل عنصر حاسم في جاذبية المدينة.
وأشار محمد رزق إلى أن الاستدامة البيئية لم تعد مجرد توجه أخلاقي.
بل أصبحت عنصرًا جوهريًا في قرارات الشراء، خاصة لدى الأجيال الشابة.
حيث باتت تضع البصمة الكربونية لأي مشروع في حساباتها، إلى جانب كفاءة الطاقة، وإدارة المياه، وإعادة تدوير الموارد.
جيل اليوم يبحث عن أسلوب حياة وليس مسكن فاخر فقط
وقال إن جيل اليوم لا يبحث عن مسكن فاخر فقط، بل عن أسلوب حياة يعكس قناعاته في الحفاظ على البيئة، ويشعره بأنه جزء من حل لا من أزمة .
كما أن المشاريع العقارية التي تتجاهل هذه المتغيرات، لن تجد لنفسها مكانًا في السوق خلال السنوات القادمة، سواء في مصر أو المنطقة.
كما أن نجاح المطورين سيكون مرهونًا بمدى اندماجهم مع هذه القيم الجديدة وتبنّيهم لأنماط تطوير تتسم بـالمرونة والتكيف والوعي البيئي.
وأضاف “محمد رزق” أن التحول الحقيقي الذي يجب أن يشهده القطاع العقاري هو الانتقال من عقلية “بيع الوحدات” إلى فلسفة “بناء التجربة”.
بحيث يشعر العميل أن المدينة تحتضنه، وتوفر له فرص العمل والتعلم والنمو المجتمعي.
كما أشار إلى أن مشروعات المستقبل يجب أن تدمج التكنولوجيا منذ لحظة التخطيط.
وأن تبني بنية تحتية رقمية تدعم الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وأنظمة النقل الذكية.
كما أوضح أن هذا النوع من التفكير يتطلب تغييرات في طريقة التمويل، والتشريع، وحتى في شكل الشراكات بين الدولة والقطاع الخاص.
وأشار إلى أن المستقبل العقاري الناجح سيكون مبنيًا على التحليل السلوكي والبيانات، لا على التخمين أو تكرار النماذج القديمة.
وقال الدكتور محمد رزق، إن العقارات التي سنبنيها خلال السنوات القادمة هي البنية التحتية لحياة جيل سيقود الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا.
وإذا لم نفهم هذا الجيل، ونمنحه مدنًا تليق بطموحه، فإننا لا نخسر مشروعًا فقط، بل نخسر المستقبل ذاته.
وشدد على أن مدن المستقبل لا تحتاج إلى أبراج أعلى، بل إلى أفكار أعمق.
مواضيع متعلقة
- طلعت مصطفى تتعاقد مع وزارة الإسكان بسلطنة عمان لتطوير مشروعين عقاري وسياحي
- وزارة الإسكان تمد فترة التقدم لحجز وحدات أكبر طرح سكني بالمحافظات
- د. محمد راشد يكشف: لماذا نحتاج إلى تصنيف رسمي لشركات التطوير العقاري في مصر؟
- قانون الإيجارات القديمة.. زيادات تدريجية في الإيجار وتعديلات شاملة خلال 5 سنوات