بدر الصالحي: توقعات بارتفاع حجم الاقتصاد الرقمي في الدول العربية إلى 100 مليار دولار

نرمين حسنالأحد 25 مايو 2025

أكد بدر الصالحي، رئيس المركز العربي للأمن السيبراني، أن استشراف مستقبل الأمن السيبراني أصبح ضرورة ملحة في ظل تسارع التغيرات التكنولوجية والجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم. وأشار الصالحي خلال كلمته في النسخة الرابعة من مؤتمر كايسك إلى أهمية تبني نهج استباقي في مواجهة التهديدات السيبرانية، مع تعزيز الابتكار ودعم النمو الاقتصادي للدول العربية عبر الاستثمار في قطاع الأمن السيبراني الحيوي.

بدر الصالحي: توقعات بارتفاع حجم الاقتصاد الرقمي في الدول العربية إلى 100 مليار دولار

وأشار الصالحي إلى أن المؤتمر أصبح منصة إقليمية متميزة تجمع خبراء ومختصين في مجال الأمن السيبراني، معرباً عن تقديره للجهود التنظيمية، وموجهاً الشكر للمهندس أسامة كمال على دعوته ومساهمته الفعالة في إنجاح الفعالية.

وأوضح أن مستقبل الأمن السيبراني يتشكل عبر عوامل عدة منها التطورات التقنية السريعة وتغير أنماط التهديدات، بالإضافة إلى التأثيرات السياسية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على أهمية وجود تخطيط استراتيجي عربي موحد لاستغلال الفرص وتقليل المخاطر المتزايدة في هذا المجال.

واستعرض الصالحي مؤشرات دولية تبين حجم التطور التقني في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني عالمياً من المتوقع أن يصل إلى 38 مليار دولار، مع توقع اعتماد نحو 60% من المؤسسات العربية على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز حلولها السيبرانية. لكنه لفت الانتباه إلى أن نحو 60% من الهجمات السيبرانية ستستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ هجمات متقدمة تستهدف نقاط ضعف محددة.

كما استعرض رئيس المركز العربي للأمن السيبراني حجم سوق الأمن السيبراني المرتبط بالروبوتات والذي يُقدّر بنحو 11 مليار دولار، حيث تستخدم الروبوتات في مراقبة الشبكات واكتشاف التهديدات، متوقعاً تحسناً في كفاءة العمليات بنسبة 30%، في مقابل احتمال ارتفاع الهجمات على الأنظمة الروبوتية بنسبة تصل إلى 50%.

وأضاف أن سوق الأمن السيبراني في مجال أتمتة العمليات يبلغ نحو 13.7 مليار دولار، بينما من المتوقع أن يصل حجم سوق التعلم الآلي إلى 9 مليارات دولار خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن هذه التقنيات تسهم في تحسين قدرة الكشف عن التهديدات بنسبة تصل إلى 40%.

وعلى الرغم من هذه التطورات، أشار الصالحي إلى تزايد التحديات والمخاطر من الهجمات السيبرانية المتقدمة والثغرات الأمنية المتجددة، موضحاً أن 90% من المؤسسات العالمية تعرضت لهجمات متقدمة خلال السنوات الأخيرة، كما شهدت الدول العربية ارتفاعاً بنسبة 300% في الهجمات السيبرانية مع استهداف مباشر للبنية التحتية الحساسة.

وأكد أن 70% من الهجمات السيبرانية اليوم لها دوافع سياسية، مستنداً إلى دراسة لمركز الأمن السيبراني في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس البعد الجيوسياسي المتزايد في هذا المجال. كما تطرق إلى التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية والسياسات التجارية على الاستثمارات التكنولوجية، حيث أظهر تقرير البنك الدولي أن هذه الرسوم قد تقلص الاستثمارات في التكنولوجيا بنسبة تصل إلى 15%.

وأشار الصالحي إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي صنف الأمن السيبراني كواحد من التحديات العالمية الخمسة الكبرى إلى جانب تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية والتحولات الجيوسياسية، مؤكداً أن سوق الأمن السيبراني العالمي من المتوقع أن يصل حجمه إلى 500 مليار دولار، بينما يقدر حجم الاقتصاد الرقمي في الدول العربية بنحو 100 مليار دولار، ما يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الاستثمار في الأمن السيبراني بالمنطقة.

كما قدر الصالحي حجم الخسائر السنوية الناتجة عن الهجمات السيبرانية بحوالي 10 ملايين دولار، مشيداً بتقدم ثماني دول عربية ضمن الفئة الأولى في مؤشر الجاهزية العالمي للأمن السيبراني، لكنه شدد على ضرورة سد الفجوة في الكوادر البشرية المتخصصة التي تصل إلى 4 ملايين متخصص على مستوى العالم.

وفي ختام كلمته، دعا الصالحي إلى تطوير منظومة التعليم وتحديث الإطار القانوني وتوطين التكنولوجيا، مع التركيز على الابتكار لبناء صناعة عربية متكاملة في مجال الأمن السيبراني. وأكد أن هذا النهج سيمكن الدول العربية من تعزيز السيادة الرقمية وخلق فرص عمل جديدة للشباب، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

ووجه الصالحي الشكر لجامعة الدول العربية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومجلس وزراء الأمن السيبراني العرب على جهودهم الدؤوبة في تعزيز العمل العربي المشترك، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من التعاون لتعزيز جاهزية الدول العربية في مواجهة التحديات المستقبلية في الفضاء السيبراني.