الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير خريطة الوظائف خلال الخمس سنوات المقبلة
تحذيرات بالجملة انطلقت في جلسة نقاشية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي التوليدي: إلى ما بعد ChatGPT.. تطبيقات عملية للمؤسسات في التسويق، والمحتوى، وتوليد الأكواد، والتصميم”، ضمن فعاليات النسخة الثانية من معرض ومؤتمر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والحوسبة السحابية AIDC 2025، تحت شعار «AI Everywhere»، والمقامة داخل النسخة التاسعة والعشرين من معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT 2025.
انصبت التحذيرات على ضرورة الاستعداد لتغيّر خريطة الوظائف خلال السنوات الخمس المقبلة نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي.
شراكة جديدة بين الموظف والذكاء الاصطناعي
أدار الجلسة خالد حمادة، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Finovate، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة للإجابة عن الأسئلة، بل أصبح شريكاً فعلياً في سير العمل داخل المؤسسات، مثل البنوك، وقطاع البترول، والجهات الحكومية.
وأوضح أن المؤسسات تشهد تحولاً جذرياً في طريقة دمجها لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد أن انتقلت من “المحادثة” عبر الواجهة النصية إلى دمج شامل داخل جميع الأنظمة التشغيلية، في إطار مفهوم AI Everywhere.
وتحدث عن تحولات السنوات الأخيرة التي جعلت الموظف يتعامل مع الذكاء الاصطناعي كـ “متعاون” يؤدي مهام التحليل والتنفيذ واتخاذ القرار، مما يعزز الإنتاجية ويُسرّع عملية العمل.
من الذكاء التوليدي إلى الذكاء الفيزيائي
وقال عادل الأنصاري، رئيس هندسة الأنظمة بشركة Nutanix، إن الذكاء الاصطناعي انتقل من التحليل والتنبؤ إلى “الإنشاء” عبر تطبيقات مثل ChatGPT خلال السنوات الثلاث الماضية، مما فتح الباب أمام استخدامات متقدمة تتجاوز دور “المساعد الرقمي” التقليدي، وصولاً إلى نماذج Agentic AI القادرة على اتخاذ إجراءات مستقلة داخل المؤسسات.
وتوقع الأنصاري أن تشهد السنوات الخمس المقبلة تحولاً جذرياً في طبيعة العمل المؤسسي، مع توسع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات وإدارة العمليات التشغيلية. وأكد أن المرحلة التالية هي الذكاء الاصطناعي الفيزيائي (Physical AI)، حيث تنتقل قدرات الذكاء الاصطناعي من المجال الرقمي إلى روبوتات تتفاعل داخل العالم الواقعي.
كما توقع تغيراً كبيراً في قطاعات الصناعة والخدمات والتشغيل، وتبدلاً جذرياً في طبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.
على أبواب ثورة جديدة
قال جورج إسكندر، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بشركة Alkan CIT، إن الذكاء الاصطناعي سيصل خلال سنوات قليلة إلى القدرة على التعامل مع 90% من استفسارات العملاء، مما يضع إدارات خدمة العملاء أمام أسئلة حاسمة حول مستقبل الوظائف في هذا القطاع.
وأشار إلى أن العديد من الوظائف الروتينية، خاصة في مراكز الاتصال، أصبحت مهددة بالاستبدال، بعد أن باتت نماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على الرد صوتياً وكتابياً بكفاءة عالية تشبه أداء البشر.
وأوضح أن المؤسسات تتجه لبناء مراكز خدمة تعتمد على نظم ذكاء اصطناعي مفهومة المجال (Domain-Specific AI) تمتلك معرفة دقيقة بقطاعات محددة كالسياحة أو السيارات. ورغم ذلك، أكد أن مهارات مثل الإقناع والتفاوض وقراءة المشاعر ما تزال خارج نطاق إتقان الذكاء الاصطناعي في المرحلة الحالية.
مخاطر الاعتماد المطلق على الذكاء الاصطناعي
حذّر حازم عيسى، مهندس حلول ذكاء اصطناعي بشركة Crystal Pay، من أخطر سيناريو قد تواجهه المؤسسات وهو تبني الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI) أو الذكاء الاصطناعي المستقل (Autonomous AI) دون وجود رقابة أو قواعد واضحة. وقال إن الذكاء الاصطناعي قد يتخذ قرارات تتعارض مع سياسات الشركات أو تسبب أضراراً تشغيلية أو قانونية إذا لم تُفرض عليه حدود واضحة.
قال هاري يدوتب، رئيس مجموعة علم البيانات بشركة Casava AI إن التحول من اعتبار الذكاء الاصطناعي “أداة” إلى اعتباره “متعاوناً” أعاد تشكيل دور الإنسان داخل المؤسسة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من عملية اتخاذ القرار، وتحسين جودة المخرجات، وتسريع المهام.
وأكد أن نجاح دمج الذكاء الاصطناعي يعتمد على التنسيق بين قادة المؤسسات ومسؤولي البيانات والمستخدمين النهائيين، وأن الذكاء الاصطناعي بات شريكاً فعّالاً يعيد تعريف هيكل العمل المستقبلي.
الأطر التنظيمية ضرورة
أوضح محمد ياسر، مهندس أول لرؤية الحاسوب بشركة Cyshield، أن أخطر ما قد تواجهه المؤسسات هو ترك الذكاء الاصطناعي يعمل دون قيود واضحة، مؤكداً أهمية وضع “إطار عمل” يضبط ما يقوم به النظام.
وأشار إلى أن الحل ليس في استخدام نماذج عامة مثل ChatGPT، بل في تطوير نماذج متخصصة تفهم طبيعة كل قطاع. كما لفت إلى التوجه العالمي نحو امتلاك كل مؤسسة نموذجها الذكي الخاص، المبني على بياناتها، لتخفيف الضغط عن فرق العمل وضبط التشغيل.
يقام معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT 2025 في نسخته التاسعة والعشرين خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر، برعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، تحت شعار الذكاء الاصطناعي في كل مكان AI Everywhere بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، وبمشاركة أكثر من 500 عارض، إلى جانب وزارات وهيئات حكومية رائدة.
ويجمع المعرض خمس فعاليات كبرى تشمل:
* *PAFIX* للمدفوعات الرقمية والشمول المالي (تحت رعاية البنك المركزي المصري)
* *AIDC* للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
* *Connecta* للشباب وتكنولوجيا الترفيه
* *Innovation Arena* للإبداع
* *Cyber Zone* للأمن السيبراني
(ولأول مرة تُقام الفعاليات داخل موقعين بالمعرض)
كما يشارك في المعرض جهات كبرى بينها: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البنك المركزي المصري، الهيئة العامة للرقابة المالية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات NTRA، هيئة ITEDA، البريد المصري، الهيئة العربية للتصنيع، إضافة إلى جهاز مستقبل مصر كضيف شرف.
ويقدّم المعرض جلسات تفاعلية وعروضًا تطبيقية تغطي أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، الجيل الخامس، الأمن السيبراني، المدن الذكية، التعليم التكنولوجي، الحوسبة السحابية، التكنولوجيا المالية، التقنيات الخضراء، والهوية الرقمية.
وينعقد معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025 برعاية كل من:
دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس، WB Engineers+Consultants، البنك التجاري الدولي CIB، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، إيجيبت تراست، ماستركارد، ميدار، فورتينت، سيلزفورس، مجموعة بنية، خزنة، البنك الأهلي المصري، البنك العربي الأفريقي الدولي، بنك الإسكندرية، مجموعة شاكر، ICT Misr، IoT Misr، نتورك إنترناشيونال، وMeinhardt.
مواضيع متعلقة
- رابط وخطوات الاستعلام عن نتيجة قرعة الحج السياحي 2026
- درجات الحرارة اليوم.. الطقس الخريفي يفرض نفسه
- قبل رمضان.. وزير التموين يرفع درجة الاستعداد بالأسواق
- 6721 فرصة عمل جديدة في 107 شركات بـ16 محافظة.. أكثر من 20 تخصص









