عالم

الجنرال عاصم منير في قلب التوتر بين الهند وباكستان.. تصعيد عسكري وخطاب أيديولوجي يعيد رسم ملامح الأزمة

الهند وباكستان.. حتى وقت قريب، كان قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير يفضل البقاء بعيداً عن الأضواء، مقتصراً على خطب معدة خلال المناسبات العسكرية.

لكن تصاعد التوترات الأخيرة مع الهند عقب الهجوم الإرهابي الدامي في كشمير أعاد تسليط الأضواء عليه بوصفه أحد أبرز اللاعبين في المشهد السياسي والعسكري الباكستاني.

الجنرال عاصم منير في قلب التوتر بين الهند وباكستان

وفي أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 سائحًا هندوسيًا قرب بلدة باهالجام، اتخذ منير موقفًا حادًا.

كما حذر خلال مناورة عسكرية من أن “أي مغامرة عسكرية من جانب الهند ستُقابل برد سريع وحاسم ومتصاعد”، في رسالة مباشرة لا تخلو من التصعيد.

وينظر إلى خطاب منير في الداخل الباكستاني كوسيلة لاستعادة بعض النفوذ الشعبي الذي خسرته المؤسسة العسكرية في خضم الأزمات السياسية والاقتصادية.

فيما تعتبره الأوساط الهندية تعبيرًا عن نهج متشدد متجذر في العقيدة الأيديولوجية الباكستانية تجاه كشمير.

“كشمير شريان الحياة لباكستان”

تصريح منير بأن كشمير تمثل “شريان الحياة” لباكستان، والذي أدلى به قبل ستة أيام من الهجوم، أثار حفيظة نيودلهي التي وصفته بـ”التحريضي”.

التصريح يعكس تمسك المؤسسة العسكرية الباكستانية بـ”نظرية الدولتين” التي تأسست عليها الدولة عام 1947، وتفترض أن المسلمين والهندوس لا يمكنهم العيش ضمن دولة واحدة.

كما يعد هذا الخطاب الأيديولوجي تصعيدًا واضحًا مقارنة بنبرة أكثر دبلوماسية تبنتها بعض القيادات الباكستانية في فترات سابقة.

ما يثير المخاوف من تحوّل الصراع من نزاع سياسي إلى مواجهة مستمرة على أساس ديني وهووي.

دبلوماسية الهند وباكستان تحت ضغط الغضب الشعبي

كما سارعتا الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى دعوة الطرفين لضبط النفس.

خاصة أن كلاً من الهند وباكستان دولتان نوويتان.

في الوقت ذاته، تسعى باكستان إلى كسب دعم حلفائها التقليديين مثل الصين، التي ترتبط معها بمصالح اقتصادية وأمنية.

لكن الدعوات الدولية للتهدئة تصطدم بغضب داخلي في الهند.

حيث يواجه رئيس الوزراء ناريندرا مودي ضغوطًا شعبية للرد بقوة.

ووفقاً لخبراء هنود، فإن “ضربة جوية محدودة” قد لا تكون كافية لإرضاء اليمين القومي الذي يطالب بعمل عسكري حاسم.

الماضي يعود إلى الحاضر

منير ليس غريباً على الأزمات. ففي عام 2019، خلال أزمة كشمير السابقة، كان رئيسًا لجهاز الاستخبارات (ISI)، لكنه أقيل بعد خلاف مع رئيس الوزراء آنذاك عمران خان.

الذي عارض لاحقاً تعيينه قائداً للجيش. وبعد إطاحة خان في 2022، تولى منير القيادة وسط بيئة سياسية منقسمة، وشعبية متضائلة للمؤسسة العسكرية.

ورغم احترازه الإعلامي المعروف، بدأ منير يظهر بصورة أكثر مباشرة، باستخدام خطاب ديني وقومي صريح يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الجارتين المتنازعتين.

لا سيما في ظل تعقّد الأوضاع الداخلية في كلا البلدين.

كشمير… عقدة الجغرافيا والسياسة بين الهند وباكستان

كما ظلت كشمير، منذ التقسيم عام 1947، بؤرة صراع متكررة بين البلدين، وشهدت حروباً وتمردات وهجمات متبادلة.

ويبدو أن الأزمة الحالية تسير على طريق مشابه.

حيث تتداخل الجغرافيا بالعقيدة، والمصالح السياسية بالحسابات العسكرية، ما يجعل التهدئة أكثر تعقيداً من مجرد تصريحات دبلوماسية.

 

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *