استعادة أرشيف إيلي كوهين.. كيف اخترق رجل واحد قلب النظام السوري؟

أعلنت إسرائيل عن استعادة أرشيف سوري ضخم يتعلق بجاسوسها الأشهر إيلي كوهين، في خطوة وصفتها بأنها تتويج لعقود من الجهد الاستخباراتي.
كما يأتي الكشف عن هذا الأرشيف ليلقي الضوء من جديد على واحدة من أبرز عمليات التجسس في تاريخ الشرق الأوسط، وسط استمرار المساعي الإسرائيلية لاستعادة رفاته.
استعادة أرشيف إيلي كوهين .. عملية استخباراتية معقدة
كما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن جهاز “الموساد” تمكن، بالتعاون مع جهة استخباراتية أجنبية، من استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت محفوظة ضمن الأرشيف الرسمي السوري.
ووصفت العملية بأنها سرية ومعقدة، واستهدفت مواد احتفظت بها الاستخبارات السورية لسنوات طويلة تحت حراسة مشددة.
من هو إيلي كوهين؟
كما ولد إيلي كوهين في مدينة الإسكندرية بمصر عام 1924، وانخرط مبكرًا في النشاط الصهيوني.
عمل في البداية مع شبكة مخابرات إسرائيلية في مصر، وشارك في عمليات تخريبية استهدفت منشآت أمريكية بهدف التأثير على العلاقات المصرية الأمريكية.
كما بعد نجاته من تداعيات فضيحة “لافون” عام 1954، غادر إلى إسرائيل حيث التحق لاحقًا بالاستخبارات العسكرية.
في بداية الستينيات، تم تجنيده من قبل “الموساد”، الذي أعد له هوية مزورة كرجل أعمال سوري يدعى كامل أمين ثابت.
أقام أولًا في الأرجنتين لتثبيت غطائه، ثم انتقل إلى دمشق.
حيث تمكن من بناء علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في الدولة السورية.
كما استمر في إرسال معلومات استخباراتية بالغة الأهمية إلى تل أبيب لمدة أربع سنوات، حتى تم اكتشاف أمره واعتقل وأعدم شنقًا في 18 مايو 1965.
محتوى الأرشيف المستعاد
يتضمن الأرشيف، بحسب ما كشفته إسرائيل، وثائق متنوعة من بينها الوصية الأصلية التي كتبها كوهين قبل إعدامه، وتسجيلات صوتية نادرة، وملفات استجواب له ولمقربين منه،.
بالإضافة إلى رسائل بعث بها إلى أسرته في إسرائيل.
كما احتوى على جوازات سفر مزورة وصور تجمعه مع مسؤولين سوريين بارزين، ودفاتر ملاحظات ويوميات توثق مهامه التجسسية.
وأحد أبرز أجزاء الأرشيف هو ملف بعنوان “نادية كوهين”، يوثق تفاصيل مراقبة الاستخبارات السورية لحملة زوجته التي طالبت بالإفراج عنه قبل إعدامه.
مصير الجثمان لا يزال مجهولاً
ورغم مرور عقود على إعدامه، لا تزال إسرائيل تحاول إلى استعادة رفات كوهين.
وفي عام 2019، تحدثت عائلته عن محاولة فاشلة لجهاز “الموساد” للعثور على مكان دفنه داخل الأراضي السورية.
بعد أن وردت معلومات تفيد بنقل جثمانه عدة مرات ودفنه في مواقع سرية لتفادي استرجاعه.
أهمية الكشف
كما اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن استعادة هذا الأرشيف تمثل إنجازًا استخباراتيًا كبيرًا، وتأكيدًا على التزام إسرائيل الدائم بالكشف عن مصير مفقوديها وأسرى عملياتها السابقة.
كما يعيد هذا الحدث تسليط الضوء على الدور الكبير الذي لعبه إيلي كوهين في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وما مثله من اختراق أمني غير مسبوق للمؤسسات السياسية والعسكرية السورية في ستينيات القرن الماضي.
مواضيع متعلقة
- تشكيل جديد للجهاز العربي للتسويق بمجلس الوحدة الاقتصادية بقيادة سودانية مصرية
- كواليس اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في غزة.. تفاصيل البنود وضمانة أمريكية
- القرار الخليجي في مهب الريح؟.. حمد بن جاسم يضع النقاط على الحروف
- سوريا تكشف حقيقة محاولة اغتيال أحمد الشرع.. وتحذيرات غربية من تهديدات حقيقية