أزمة “لعبة روبلوكس” تشتعل في دول الخليج.. تعديلات ورقابة جديدة

خطوة جديدة وهامة تم اتخاذها نحو تعزيز الأمان الرقمي وحماية الأطفال من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء استخدام لعبة “روبلوكس”.
حيث أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (تدرا) في الإمارات العربية المتحدة عن تطبيق تعديلات جديدة على المنصة.
وذلك بالتعاون مع الشركة المالكة للعبة. وتشمل التعديلات الجديدة إجراءات وقائية تهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين من المحتوى غير اللائق.
في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن مخاطر التنمر الإلكتروني والاستغلال الرقمي الذي قد يتعرض له مستخدمو اللعبة من الفئات العمرية الأصغر.
إجراءات جديدة لتحسين الرقابة على “لعبة روبلوكس”
وأوضحت هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات أن التغييرات التي تم تطبيقها على منصة “روبلوكس” تتضمن تعطيل مؤقت لبعض ميزات التواصل داخل اللعبة، مثل خاصية المحادثة النصية والصوتية.
وذلك كإجراء احترازي لحماية الأطفال من المحتوى غير اللائق أو السلوكيات الضارة التي قد تنشأ خلال تفاعلاتهم داخل اللعبة.
كما تم إدخال تحسينات على أدوات الرقابة الأبوية في اللعبة.
والتي تتيح للأسر المزيد من التحكم في نوعية الألعاب والمحتوى الذي يمكن للأطفال الوصول إليه.
كما قامت “روبلوكس” بتحسين إشراف المحتوى وضبطه.
حيث تم تطوير القدرة على التعامل مع المحتوى باللغة العربية بشكل يتماشى مع الهوية الثقافية للمجتمعات في المنطقة، وتقديم بيئة رقمية آمنة تلائم العادات والتقاليد المحلية.
كما تم تعزيز آليات الرقابة على المستخدمين الصغار من خلال تطوير خاصية الذكاء الاصطناعي لضبط المحتوى بشكل أسرع وأكثر فعالية.
مخاطر “روبلوكس” على الأطفال
جاءت هذه الإجراءات نتيجة القلق المتزايد بشأن المخاطر الرقمية التي يتعرض لها الأطفال على منصات الألعاب الإلكترونية مثل “روبلوكس”.
حيث أصبحت “روبلوكس” واحدة من أشهر منصات الألعاب في العالم.
كما تسمح للاعبين بإنشاء عوالم افتراضية خاصة بهم والتفاعل مع لاعبين آخرين من مختلف أنحاء العالم.
ولكن الطبيعة المفتوحة لهذه المنصة جعلت منها بيئة خصبة لظهور بعض السلوكيات غير المناسبة للأطفال، مثل:
التنمر الإلكتروني الذي قد يتعرض له الأطفال أثناء اللعب مع لاعبين آخرين.
المحتوى غير اللائق، سواء كان عنفًا أو إيحاءات جنسية، والذي قد يظهر في بعض الألعاب التي يتم إنشاؤها داخل المنصة.
الترويج لسلوكيات غير مقبولة، مثل المثلية أو الإيحاءات الجنسية، التي لا تتناسب مع القيم الاجتماعية والثقافية في دول المنطقة.
المخاطر المالية الناجمة عن الشراء داخل اللعبة باستخدام العملة الافتراضية Robux.
مما قد يساهم في وقوع الأطفال ضحايا لعمليات شراء غير آمنة.
ارتفاع عدد مستخدمي “لعبة روبلوكس” في السعودية
وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية لعام 2024، فقد سجلت “روبلوكس” ارتفاعًا كبيرًا في عدد المستخدمين اليوميين.
حيث بلغ عددهم أكثر من 85 مليون مستخدم يوميًا، أغلبهم من الأطفال دون سن 16 عامًا.
هذا التزايد في عدد اللاعبين الشباب يظهر ضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة لضمان سلامة الأطفال .
وحمايتهم من المخاطر التي قد تصادفهم أثناء تفاعلهم مع هذه الألعاب الإلكترونية.
كما اتخذت المملكة العربية السعودية أيضًا إجراءات رقابية مشابهة لحماية الأطفال.
حيث أكدت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة أنه تم تعليق خاصية المحادثات داخل اللعبة لجميع المستخدمين.
وذلك في إطار التعاون مع “روبلوكس” لحماية الفئات العمرية الصغيرة من التعرض لمحتوى غير مناسب أو التفاعل مع غرباء.
كما تعهدت “روبلوكس” بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لمراقبة المحتوى وضمان التزامه بالمعايير الرقابية المحددة.
وقامت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية بتكثيف الرقابة على محتوى “روبلوكس” عبر تعيين مراقبين متخصصين باللغة العربية.
وذلك لضمان أن المحتوى يتناسب مع القيم الثقافية والدينية في المملكة.
حجب لعبة “روبلوكس” في الكويت
أما في الكويت، فقد أعلنت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات عن قرار حجب لعبة “روبلوكس” في أغسطس 2024.
وذلك استجابة لعدد من الشكاوى الواردة من الأهالي بشأن المخاطر الرقمية التي قد يتعرض لها الأطفال أثناء استخدام اللعبة.
وقد جاء هذا القرار بعد تزايد المخاوف بشأن الاستغلال الإلكتروني والمحتوى الضار الذي قد يظهر داخل اللعبة.
دور الأسرة في حماية الأطفال
ويؤكد الخبراء على أن دور الرقابة الأبوية يبقى العامل الأهم في حماية الأطفال من المخاطر الرقمية.
وذلك على الرغم من الإجراءات الرسمية التي تم اتخاذها من قبل الهيئات التنظيمية في الدول الثلاث.
فمن خلال تفعيل إعدادات الرقابة الأبوية في “روبلوكس”، يمكن للأسر التحكم بشكل أفضل في ما يتعرض له أطفالهم أثناء اللعب.
وتشمل هذه الإعدادات:
تحديد الوقت المسموح به للطفل للعب على “روبلوكس”.
ضبط نوع الألعاب والمحتوى المسموح به.
تعطيل المحادثات مع لاعبين آخرين، سواء داخل الألعاب أو عبر المحادثات النصية.
التحكم في الإنفاق داخل اللعبة باستخدام عملة Robux.
هذه الأدوات تمنح أولياء الأمور القدرة على مراقبة تجربة الطفل الرقمية وضمان أنها تتماشى مع القيم الاجتماعية والأخلاقية التي يحددها كل منزل.
التزام “روبلوكس” بالسلامة الرقمية في الشرق الأوسط
من جانبها، أكدت شركة “روبلوكس” أنها تواصل العمل بشكل وثيق مع الهيئات التنظيمية في الإمارات والسعودية والكويت لضمان بيئة آمنة لمستخدميها، خاصة الأطفال.
كما أوضح متحدث باسم الشركة في تصريح له أن “روبلوكس” ملتزمة بتطوير وتعزيز قدراتها في مراقبة المحتوى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع معايير الأمان المحلية.
كما شددت الشركة على أن التعديلات التي تمت في اللعبة تهدف إلى دعم الاستخدام الآمن والممتع للمنصة، مع الحفاظ على قيم المجتمع وثقافاته.
مواضيع متعلقة
- “فودافون مصر” تعين أيمن السعدني للشؤون الخارجية ورشا حمدي للشؤون القانونية
- تنطيم الاتصالات: حل 123 ألف شكوى خلال 6 أشهر
- “OPPO” تطلق شخصية “أولي Ollie” الفرعوني احتفاء بالتراث المصري
- “IoT Misr” تتعاون مع “OPSWAT” لحماية البنية التحتية الرقمية وتأمين “إنترنت الأشياء”