منشأة فوردو تحت التهديد.. إسرائيل تضرب نطنز والأنظار تتجه إلى المنشأة النووية الأكثر تحصينًا في إيران

منشأة فوردو .. في تطور جديد يعيد تسليط الضوء على البرنامج النووي الإيراني، استهدفت إسرائيل، يوم الجمعة الماضي، موقع نطنز النووي في إيران بضربة جوية دمّرت أجزاءه فوق الأرض.
كما ألحقت أضرارًا يعتقد أنها طالت قدرات التخصيب الموجودة في المنشأة تحت الأرض.
الضربة، التي وصفت بأنها ضربة دقيقة ومركزة، تركت وراءها تساؤلات بشأن مستقبل منشآت أخرى.
وعلى رأسها منشأة “فوردو” لتخصيب الوقود، التي تتمتع بتحصينات طبيعية وهندسية تجعلها واحدة من أكثر المواقع النووية الإيرانية صعوبة في الاستهداف.
وبينما لم تسجل أضرار مباشرة في فوردو بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إلا أن الموقع كان ضمن الأهداف التي حاولت إسرائيل ضربها في الموجة الأخيرة من التصعيد.
كما أشار مدير عام الوكالة، رافائيل جروسي، إلى أن مفتشي الوكالة لم يرصدوا أي دمار في منشأة فوردو أو مفاعل خونداب للمياه الثقيلة، الذي لا يزال قيد الإنشاء.
ما هي منشأة فوردو؟
كما تقع منشأة فوردو النووية على بُعد 30 كيلومترًا شمال شرقي مدينة قم الإيرانية، وتم بناؤها في الأصل كموقع عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني.
قبل أن تتحول إلى منشأة لتخصيب اليورانيوم.
كما تعد من أكثر المواقع تحصينًا في إيران، إذ تقع على عمق مئات الأمتار داخل جبل، ما يجعل اختراقها جوًا مهمة شبه مستحيلة.
ظهر الموقع إلى العلن في سبتمبر 2009 بعد أن كشفت إيران عنه في رسالة رسمية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذلك عقب اكتشافه من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية.
كما تشير تقارير الوكالة إلى أن الموقع مصمم لاستيعاب ما يصل إلى 2976 جهاز طرد مركزي، وهي نسبة أقل بكثير من منشأة نطنز، التي تحتوي على نحو 50 ألف جهاز.
منشأة فوردو والتخصيب المرتفع: تهديد قائم
رغم القيود التي فرضتها خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) الموقعة في 2015، والتي منعت إيران من التخصيب داخل فوردو لمدة 15 عامًا.
إلا أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقًا كشفت عن تجاوزات إيرانية لهذه الالتزامات.
ففي يناير 2023، كشف تفتيش مفاجئ عن وجود جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7%.
وهي نسبة تقترب بشكل كبير من النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي (90%).
كما علق المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، بأن إيران أجرت تغييرات جوهرية في تصميم منشأة فوردو دون إخطار الوكالة.
وهو ما يشكل خرقًا لاتفاق الضمانات النووية.
كما وثقت لاحقًا محاولات لتوصيل مجموعات من أجهزة الطرد المركزي بطريقة تسمح بإنتاج يورانيوم عالي التخصيب بكميات أكبر.
سيناريو المواجهة.. هل تستطيع إسرائيل تدمير فوردو؟
كما تواجه إسرائيل معضلة استراتيجية فيما يتعلق بفوردو. على عكس نطنز.
فإن فوردو تقع في منطقة جبلية وداخل منشأة محصنة عمقيًا، ما يقلل بشكل كبير من جدوى الضربات الجوية التقليدية.
ووفقًا لمعهد الخدمات الملكية المتحدة (RUSI)، فإن تدمير فوردو من الجو باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات، مثل GBU-57 الأمريكية.
كما يتطلب ضربات متعددة وعلى مستوى عالٍ من التنسيق والدقة.
وحتى لو حصلت إسرائيل على هذه القنابل، فإنها لا تملك القاذفات الاستراتيجية الثقيلة، مثل B-2 الأمريكية، اللازمة لنقلها وتنفيذ المهمة.
وبالتالي، فإن الخيار المتبقي أمام إسرائيل يتراوح بين الضربات غير المباشرة لتعطيل مداخل الأنفاق والأنظمة الكهربائية والتهوية، أو تنفيذ عملية كوماندوز معقدة، وهو خيار عالي الخطورة.
خيار أمريكي مطروح؟
في خضم هذه المعطيات، برزت تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل لتوفير الدعم العسكري أو اللوجستي اللازم لتنفيذ هجوم على فوردو.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي تصريحات له، لم يستبعد خيار استخدام القوة.
قائلًا: “إذا كان الخيار بين القتال وامتلاك إيران لسلاح نووي، فربما يجب أن نفعل ما يجب فعله”.
وبحسب محللين، فإن ضرب فوردو يتطلب ليس فقط قرارًا سياسيًا عالي المخاطر.
بل أيضًا قدرة تنفيذية مركبة.
كما تشمل تكرار الضربات على موقع محصن بشدة، وهو أمر قد لا يكون ممكنًا دون انخراط أمريكي مباشر.
مواضيع متعلقة
- التوتر يتصاعد.. إيران تحذر من أي عدوان جديد وإسرائيل توقف هجماتها
- نجل ترامب يلمح إلى ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
- لقاء نتنياهو وترامب الثاني خلال يومين.. أزمة الرهائن والحرب في غزة تلقى بظلالها
- غناء ورقص داخل المسجد الأقصى.. سياسة جديدة لأول مرة