تكنولوجيا

منتدى “نوتانكس” و”دل” للحوسبة السحابية يناقش دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الاقتصادات العالمية

انعقد أول منتدى من نوعه للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، نظمته شركتا “نوتانكس” و “دِل تكنولوجيز”، بمشاركة نخبة من قيادات التكنولوجيا وصناع القرار في مصر.

حمل المنتدى عنوان عريض “الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.

حيث استعرض المتحدثون أبرز الفرص والتحديات التي يفرضها هذا التطور الثوري، مؤكدين على ضرورة رسم خريطة طريق مصرية متكاملة لهذا القطاع الحيوي.

أدار المنتدى الإعلامي أسامة كمال، الذي شدد في كلمته الافتتاحية على أهمية وضع استراتيجيات وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي.

تضمن الحفاظ على الهوية المجتمعية وحماية المصالح الاقتصادية المصرية.

كما دعا إلى التنسيق بين القطاعين العام والخاص لمواكبة هذا التحول العالمي.

صناعة الذكاء الاصطناعي

خلال كلمته، استعرض المهندس محمود بدوي، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتحول الرقمي، جهود الدولة في دعم صناعة الذكاء الاصطناعي.

كما كشف عن دراسة الوزارة إمكانية إصدار قانون خاص بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز البنية التحتية الرقمية وتدريب الكوادر الوطنية.

وأشار بدوي إلى أن الجاهزية لهذه الثورة التقنية تتطلب 4 محاور رئيسية وهم، توفر المهارات البشرية.

و إطار تشريعي فعال، بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، وتطبيقات عملية في القطاعات الحكومية والخاصة.

وأضاف الدول الصغيرة بحاجة إلى استثمار قدراتها البشرية في صناعة البرمجيات والتطبيقات المحلية.

بما يخدم المجتمع ويسهم في التصدير الرقمي.

كما شدد على أهمية تطوير حلول ذكاء اصطناعي تدعم اللغة واللهجات المصرية، لضمان التوطين الفعلي للتكنولوجيا.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

من جهته، تحدث المهندس أيمن الجوهري، خبير التحول الرقمي، عن مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الآلات باتت قادرة على تعليم نفسها.

بينما يجب علينا تعليم البشر كيفية التعامل مع هذا التطور واستثماره.

وقال الشركات الصغيرة قادرة على التعاون مع الكيانات الكبرى لصناعة مستقبل الذكاء الاصطناعي.

لكن الأمر يتطلب سرعة اتخاذ القرار الاستثماري، واستيعاب التطورات المتلاحقة.

كما أكد الجوهري أن التحدي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في الاستعداد البشري والتنظيمي للتفاعل معها.

ودعا المؤسسات إلى ضخ استثمارات مستدامة في البنية التكنولوجية والمهارات البشرية.

الاستثمار الذكي

بدوره، أوضح المهندس محمد أبو الحوف، المدير العام للأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة نوتانكس، أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يتم بدون تحديد دقيق

للأهداف والمتطلبات.

وحذر من المخاطر الأمنية المرتبطة بهذا النوع من التكنولوجيا، مشيرًا إلى ضرورة وضع ضوابط داخلية فعّالة، إلى جانب الالتزام بالمعايير الدولية.

وأكد أن الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي باتت تمثل تهديد متزايد، ما يستدعي رفع الوعي المؤسسي وتعزيز أدوات الدفاع الرقمي.

البنوك الرقمية

فيما تناول الأستاذ شريف البحيري، رئيس مجلس إدارة شركة “مصر ديجيتال إنوفيشن”، تحديات التحول إلى البنوك الرقمية.

و شدد على أهمية المرونة في تأسيس البنية التحتية المصرفية القادرة على استيعاب التقنيات الحديثة.

وقال إن الذكاء الاصطناعي حتى الآن لا يستطيع اتخاذ قرارات ائتمانية بشكل مستقل.

لكنه قد ينجح في ذلك مستقبلاً مع تطور الخوارزميات.

كما لفت إلى أن مخاطر الأمن السيبراني تفوقت على مخاطر الائتمان التقليدية.

ما يجعل حماية البيانات والأمن الرقمي من الأولويات القصوى للمؤسسات المالية.

مستقبل التكنولوجيا

كما قال المهندس أيمن المراكبي، مدير ما قبل المبيعات بشركة دِل تكنولوجيز في مصر والسعودية، أن التكنولوجيا تحتاج إلى وقت لتترسخ في المجتمعات.

و دعا إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الدفاعي وتكنولوجيا الكم في مجالات مثل التأمين وحماية البيانات.

وشدد المراكبي على أن الاستثمار في التكنولوجيا لا يجب أن يكون ترف.

بل ضرورة استراتيجية للحفاظ على تنافسية الشركات واقتصادات الدول.

أجمع المشاركون في المنتدى على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري.

لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات كبرى تتطلب تخطيط وطني محكم، واستثمار ذكي في البنية التحتية، وتوعية شاملة بالمخاطر المحتملة.

ويأتي هذا المنتدى ليؤكد أن مصر تخطو خطوات جادة نحو الدخول في عصر الذكاء الاصطناعي.

من خلال شراكات استراتيجية بين الدولة والقطاع الخاص، وتبني فكر التحول الرقمي الشامل.

 

مواضيع متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *