حكم الصلاة عند حدوث زلزال.. الإفتاء توضح

في أعقاب الهزة الأرضية التي شعر بها عدد كبير من سكان القاهرة الكبرى وبعض المحافظات فجر اليوم الأربعاء، والتي بلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر.
تزايدت تساؤلات المواطنين حول الحكم الشرعي للصلاة عند وقوع الزلازل، وما إذا كانت مشروعة وكيفية أدائها، خاصة في ظل مشاعر القلق والاضطراب التي رافقت الحدث.
حكم الصلاة عند حدوث زلزال
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة عند الزلازل مشروعة ومستحبة.
وتعد من صور التضرع واللجوء إلى الله تعالى في أوقات الشدة والمحن.
كما أشارت إلى أن الفقهاء أجمعوا على أن الصلاة في مثل هذه الظروف أمر مطلوب، لما في ذلك من رجوع إلى الله.
واستدلت الإفتاء بقول الله تعالى في سورة الأنعام: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾.
كما أكدت أن الصلاة وسيلة روحية للتعامل مع الأزمات، وأن الفزع إلى الله من أنبل صور الإيمان عند حلول الشدائد.
رد دار الإفتاء
وأضافت دار الإفتاء أن صلاة الزلزلة يمكن أن تكون مطلقة، أي يؤدي المسلم ركعتين أو أكثر كصلاة الحاجة.
كما يمكن أن تؤدى على هيئة صلاة الكسوف والخسوف، بحسب اجتهاد بعض الفقهاء.
ونقلت الإفتاء عن عدد من علماء المذاهب الفقهية ما يدل على مشروعية هذه الصلاة:
ذكر الإمام الكاساني الحنفي أن الصلاة مستحبة في كل فزع، ومنها الزلازل، الرياح الشديدة، الظلمات، والمطر الغزير.
كما أورد الإمام الزرقاني في “شرح مختصر خليل” أن الصلاة عند الزلزلة مطلوبة، سواء أديت فرادى أو جماعة.
وأوضح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في “أسنى المطالب” أن الصلاة في البيت أثناء الزلازل مستحبة حتى لا يكون المسلم غافلًا.
وأورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند هبوب الرياح كدليل على هذا السلوك التعبدي.
كما نص الإمام ابن قدامة في “المغني” على أن الصلاة للزلزلة تكون مثل صلاة الكسوف، وهو الرأي ذاته الذي تبناه كل من إسحاق بن راهويه وأبو ثور.
وأكدت دار الإفتاء أن أداء الصلاة في مثل هذه الظروف يعبر عن إدراك المؤمن لضعفه وحاجته إلى ربه، وهو أمر محمود في كل زمان ومكان.
كما أن ذلك يعكس وعيًا دينيًا ووجدانيًا بضرورة الاستعانة بالله في مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية.
ودعت دار الإفتاء في ختام بيانها إلى الهدوء والتضرع إلى الله بالدعاء والصلاة.
كما أكدت أن العودة إلى الله في أوقات الشدة من أعظم القربات.
أشارت إلى أن الاستغفار والدعاء من السنن الواردة في مثل هذه المواقف.
مواضيع متعلقة
- هل الاحتفال بـ”شم النسيم” يخالف الشريعة؟ الإفتاء تحسم الجدل
- موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025
- مواقيت الصلاة اليوم السبت 19 أبريل 2025 في محافظات مصر
- موضوع خطبة الجمعة.. إنما أتخوف عليكم رجل آتاه الله القرآن فغير معناه