“إيتيدا” تكشف خريطة تحويل مصر لمركز إقليمي للاقتصاد الرقمي

أحمد السيدالإثنين 29 سبتمبر 2025

كشف المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، عن استراتيجية طموحة تستهدف تحويل الطاقات الشبابية في مصر إلى محرك رئيسي للاقتصاد الرقمي.

كما أكد أن البلاد تمتلك ثروة بشرية هائلة تتمثل في تخريج قرابة 760 ألف شاب جامعي كل عام.

جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات قمة تكني القاهرة 2025، اليوم.

حيث استعرض الملامح الرئيسية للرؤية التي تتبناها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الهيئة.

والتي تركز على الاستثمار في العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية للنهضة التكنولوجية.

ثلاثة مسارات من “إيتيدا” لدخول سوق العمل الرقمي

وأوضح الظاهر أن الهيئة تعمل على إعداد الخريجين وفق ثلاثة مسارات متكاملة تلبي احتياجات سوق العمل المتنوعة.

كما يتمثل المسار الأول في الانضمام إلى شركات التكنولوجيا العالمية والمحلية العاملة داخل مصر.

فيما يتيح المسار الثاني للشباب ممارسة العمل الحر والاستقلالية المهنية.

بينما يشجع المسار الثالث على تأسيس شركات ناشئة جديدة ضمن منظومة متكاملة تدعم ريادة الأعمال في جميع مراحل نموها.

وشدد على أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الهيئة في ضمان جاهزية هؤلاء الشباب.

خاصة أن من بينهم عشرات الآلاف من أصحاب المواهب والمهارات المتقدمة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا.

في إطار تعزيز منظومة ريادة الأعمال، كشف الرئيس التنفيذي لإيتيدا عن مجموعة من البرامج الجديدة التي تقدم دعماً ملموساً للشركات الناشئة.

يأتي في مقدمتها تطوير برنامج Start IT الذي يوفر حوافز مالية إضافية تصل قيمتها إلى 480 ألف جنيه لكل شركة ناشئة.

كما أعلن عن إتاحة خدمات سحابية بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي من شركة أمازون ويب سيرفيسز لدعم البنية التحتية التكنولوجية للشركات الناشئة.

ولم يقتصر الدعم على الجانب المالي والتقني فحسب.

بل امتد ليشمل خدمات التوظيف من خلال شراكات استراتيجية مع منصات مصرية ناشئة مثل Talents Arena وSprints وTechie Matters.

دمج الذكاء الاصطناعي في نماذج الأعمال

في خطوة تواكب التطورات التكنولوجية العالمية.

أشار الظاهر إلى تصميم برامج تدريبية واستشارية متخصصة تهدف إلى مساعدة الشركات على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها ونماذج أعمالها.

بما يعزز من قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والإقليمية.

أعلن الظاهر عن إطلاق الدورة الثالثة من برنامج Creativa Incubation Program، الذي يقدم دعماً مالياً وفنياً يبلغ 360 ألف جنيه على مدار تسعة أشهر.

وذلك بالتوازي مع ذلك، تم إطلاق برنامج ITIDA Creativa Tech Launchpad في عدد من المحافظات المصرية.

بهدف تأهيل رواد الأعمال والشركات الناشئة من خلال التدريب والتوجيه.

كما يتضمن البرنامج إعداد خطط عمل متكاملة واستراتيجيات دخول الأسواق، بالإضافة إلى تطوير نماذج مالية وتجهيز عروض استثمارية احترافية تؤهل هذه الشركات لجذب التمويل اللازم.

أكد الظاهر أن الهيئة لا تكتفي بدعم الأفراد والشركات الناشئة بشكل مباشر، بل تستثمر كذلك في تعزيز قدرات منظومة الحاضنات والمسرعات المصرية.

كما تم تأهيل مديري الحاضنات والمسرعات لتبني أفضل الممارسات الدولية في إدارة وتسريع نمو الشركات الناشئة.

وذلك من خلال برنامج Bootcamp for Accelerator Managers بالتعاون مع مؤسسة 500 Global العالمية،

وأشار إلى أن هذا النهج المتكامل الذي يجمع بين المراكز المتخصصة والشراكات العالمية وبناء القدرات المؤسسية، هو ما ساهم في تصنيف مصر ضمن أفضل ثلاث دول في المنطقة في مجال ريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي.

إيتيدا تتطلع إلى استثمارات في البنية التحتية

نوه الظاهر إلى أن رؤية الهيئة تمتد إلى ما هو أبعد من تمكين الشباب من أدوات الاقتصاد الرقمي الحالي.

حيث تتطلع إلى المستقبل من خلال الاستثمار في البنية التحتية المتخصصة التي تدعم التقنيات العميقة وصناعات المستقبل.

كما تشمل هذه الاستثمارات إنشاء معامل متطورة في مجالات الميكرو إلكترونكس وإنترنت الأشياء والروبوتات، فضلا عن مركز الابتكار في الجيل الصناعي الرابع ومعامل التصنيع الرقمي.

وأشار إلى أن هذه المنشآت ليست مجرد خطط مستقبلية.

بل هي قائمة بالفعل وتوفر للمهندسين والشركات الناشئة إمكانية تجربة وتطوير حلول ومنتجات إلكترونية موجهة للأسواق المحلية والعالمية على حد سواء.

القاهرة على خريطة الابتكار العالمية

و أشار الرئيس التنفيذي لإيتيدا إلى أن هذه الجهود المتكاملة حصدت اعتراف دولي مهم،

حيث صنف مؤشر الابتكار العالمي 2025 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية مدينة القاهرة في المركز الثالث والثمانين عالمياً ضمن أكبر مئة تجمع علمي وتكنولوجي للمرة الأولى.

وأوضح أن القاهرة تعد المدينة العربية والإفريقية الوحيدة المدرجة في هذه القائمة المرموقة.

وهو ما يمثل اعترافاً دولياً بنضج منظومة الابتكار وريادة الأعمال في مصر.

ويؤكد قدرة المبتكرين المصريين على المنافسة في الساحة العالمية جنباً إلى جنب مع نظرائهم من الدول المتقدمة.

مواضيع متعلقة

الوسوم